️مِن ورقات أيلول ..
وحيدة و نائية
هذا المساء
كبحرٍ تجثُم
على صدره
سماء سوداء
غاب عنها القمر ..
كقاربٍ فَقَدَ
مجدافَيْه قبل
أن يبلغ مرفأه
القريب ..
أو ربما الأخير ..
صامتة و ثمّة بحّة صرخة
شبه مُنطفئة
في منتصف الحلق
ثمّة ضجيج ..
في مدخل القلب ..
يحرّك موج الذكرى
و يوقظ غابات من الشوق ..
ذاك الصوت .. الدافئ النداء
المليء بالسكينة
الذي يختزل كلّ
فصول الأمان
الذي اعتدتُه كلّ ليلة
أفتقدُه الليلة و بشدّة ..!
أقفُ على رؤوس أصابعي
أزيحُ قليلا ستائر النافذة
لأستنشق جرعة هواء
لا شيء سوى رياح أيلول ..
تُعربد في الخارج
تعبث بأغصان الشجر
معلنة سطوة الخريف
على هشاشة الأوراق
فتُسقط منها ما كان
في متناول هشاشة
اللحظة الأخيرة ..
عبثا أحاول بلوغ
تلال السكون ..
لا نوم يداعب أهدابي الآن ..
لعلّه ضَلَّ طريقه إلى عيوني
في هذه الساعة الموقوتة
بكل التفاصيل..
و في كل لحظة منها
أتعثّرُ بحقل مزروع
بِألغام الحنين .. فتُحِيلني
إلى نوبة من صهيل و بكاء ..
و القلق بات وليمة
الليل التي يفترسها
الصمت الحادّ .. يغرز أظافره
في جسد التوجس !
أحدّقُ في مرايا الغرفة
شاردة في البعيد اللامتناهي..!
فأراني وجوها متعددة
تعبُر شريط الذكريات
كل وجه له تضاريسه
و عيونه التي تطلّ
على شُرفات العمر ..
تلك الإبتسامة التي
كان يستأنس بها
كان يحبّها دائما
مرسومة على وجهي ..
و لا يريد لها انطفاء
فكنتُ أبتسم له و لها ..
و ها أنا أبحث عنّي
و عن ملامحي
في غمرة الرجوع
ليتها تمطرُ الآن..
ليتها تمطر ..
لعلّ في بعض المطر
دفء و ارتواء ...
* دجلة الشريف / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق