(80)
حِوارُ امرأةٍ شَرقية
..........................
قال يوماً :
إنني
أبدو أَمامَ امرأة ٍ...
تغزلُ شِعراً بحروفٍ أَبجديَّة
بِخُيوطٍ
نَسَجَتْ أبهَى ثِيابٍ سُندُسيَّةْ
تُلْبِسُ الدُنيا جَمالاً
بتَشابيهٍ قَويَّة
يَعشَقُ القُرَّاءُ ما صاغَتْ
تَعابيرُ الصَّبيَّة
يَبذُلُونَ النفسَ كي يَدرونَ
مَنْ كانتْ
متى جاءتْ
وما تحوي الهويَّة
عَرٍّفينا يا أُخَيَّة ...
فأجابتْ :
ها أنا في أسطرِ القِرطاسِ أبدو عَربية
يَعرفُ القاصِي معَ الداني
حروفي بِمَزيَّة
يَعْبقُ الحُبُّ بِشِعري
لا تُرى مني أَذِيَّة
شِعريَ العُذريُّ يَهمي
عابِقاً بالشاعريَّة
شُعراءُ العَصرِ كم أَثْنَوا على شِعري بأوصافٍ بَهيَّةْ
وبدا الكُتَّابُ والقُصاصُ يَحكونَ حروفاً قُرمزيَّة
رسمَ الفَنانُ إبداعي بألوانٍ نَدِيَّة
طيفُ ِألواني تَغَذَّى
بزهورٍ عَسجديَّة
وبَياضُ القلبِ يبدو
فيهِ آياتٌ نَقِيَّة
وزُهوري دونَ أنْ تَذبلَ قد زانتْ بها أحرُفُهم
عَطرَتْ أنفاسُهم
وسَقوها بودادِ القلبِ
مِن دون دُنُوٍّ للمَنِيَّة ٍ
إنَّ لي في الحُبِّ لَوناً
سادَ في الألوانِ طِيباً عَفويَّة
سحنتي امتازتْ بأني
لستُ أبدو لغريبٍ
غيرَ بِنتٍ عَربيَّة
حَطَّ في أفنانِها كلُّ الطيور..
شَربوا الحُبَّ
وذاقوا الحَبَّ
غَنُّوا لي حروفاً
تَسحَرُ الأكوانَ
تبدو غَزليَّة
فأنا السِّحرُ مِن الشرقِ
ولي
سِحرُ أنفاسي النقيَّةْ
وأساريري الزكيّةْ
ظبيةٌ نَفسٌ أبيَّة
كَفُّها دوماً سخيَّة
ظِلُّها دَوماً خَفيفٌ
وأنا دوماً وَفِيَّة
حينَها أُعجِبَ بالقَولِ
وأخفى بَسْمَةً التقديرِ
أَلقَى لي التحيَّة
.............
التوصيف / قصيدة فصيحة من الشعر الحُر (التفعيلة) ووزن بحر الرمَل
وتفعيلتها :
فاعلاتن