صلى عليك الله في عليائه
وكذلك الملائكة الأبرار
وأنا أصلي عليك مرددا
يا مسلمين صلوا على المختار
الرحمة المهداة رسولنا محمد
ما حل ليل واعقبه نهار
ذاك الذي أتاه الوحي ليلة
وهو بمكة متعبدا في الغار
وقال أنهض وأحمل رسالتي
وأنقذ عبادي من لهيب النار
فقام مدثر ومزمل وانبرى
يبلغ رسالة ربه ليل نهار
ودعا العباد لنبذ الشرك
و توحيد ربهم الواحد القهار
فأستجاب له من أهل مكة
ثلة من ذوي العقول والابصار
وعاداه كل سفيه و طامع
وأنبرى لحربه كل مشرك كفار
لكنه مضى ولم يأبه لجمعهم
وكان النصر يسير حيث سار
وهاجر أحمد لطيبة بأمر ربه
حيث أمده بقوة وانصار
ونصره يوم بدر نصر مؤزر
وفي القليب تهاوى أهل النار
وآخى بين من هاجر ومن نصر
وأجلى عن طيبة يهودها الفجار
وأمتحن الله قلوب عباده وإيمانهم
عندما ظن البعض والبعض قد احتار
يوم أحد حيث فرح المشركين
وبان الضعيف وكشر انيابه الغدار
فأنقلب السحر على الساحر
وخاب سعي كل مشرك كفار
وفضح الله من يظهر مالا يبطن
وبان المنافقون كشمس نهار
ولكن أحمد وصحبه لم يتزعزعوا
وطلوا كالطود وقاوموا الإعصار
وصبروا وكانوا مثال على التفاني
وصدقوا العهد لمليكهم الجبار
فبشرهم بالفتح وجنات النعيم
وأنزل سكينته عليهم والامطار
فثبت أقدامهم ونقى قلوبهم
وزادهم ايمانا وزادهم إصرار
وقال لهم قد ارتصيت لكم دينا
فأتبعوا صراطي اهدكم للدار
وأتبعوا رسولي ولا تتخلفوا عنه
فأحبكم ومن احبه يأمن الاشرار
واسجدوا خلف رسولي أحمد
واركعوا ولا تكونوا من الكفار
سأورثكم الأرض في الدنيا
وفي الأخرة تأمنوا عذاب النار
وسار المهاجرون والأنصار على نهجه
وخلف من بعدهم خلف تأولوا الاخبار
وأنحرف البعض عن طريقه فهلكوا
وسار خلفهم جمع فأوردوهم النار
وأنقسم المسلمون شيع ومذاهب
كل فريق يدعي أنه المختار
لكن نهج محمد وصحبه واضح
لكل ذوي الالباب والابصار
وهو طريق السلف الصالح
من أتباعه والتابعين والمقتفي الاثار
وأنا أشهد الإله أني متتبع لخطاه
وأنا على نهجه أسير طائع مختار
الهادي خليفة الصويعي/ليبيا