زهرةٌ لا تـذبـلـها الأيــام..
:::
صـمَـتَ الـدجى..وتـكـلّـمـتْ أطـيـافُـهُ
وصغتْ لهـنَّ وســـادتـي الـخـرســـاءُ
قــــالــتْ وفــي طـيِّ الـمـقــالِ شكايةٌ
بـيـضـاءُ خــانَ مـشـيـبَـها الـحـنّـــــاءُ
الـزمهـريـرُ يـنـوشُ أضــلاعُ الهــوى
فـمـتـى تـجـــودُ..بـدفـئـِها..الحـسـنــاءُ
جــــفَّ الفـــؤادُ ومـا أتـتْـهُ ســـحابــةٌ
حُـبْـلـى..يـُـمـــرّغُ وجـنـتـيْـها المــــاءُ
هـيَ والســـــمــاءُ تعــانــقـا..فـكــأنّـها
روحٌ تـجـــاذبُ ريــحَــــها الأشــــذاءُ
ضحكَ البريقُ وصمَّهُ رجـعُ الـصـدى
وتـلـفَّـتـتْ بـجـفــــافِــها الــبــيــــــداءُ
وطـنٌ مــن الأبَــنــوسِ ينتظرُ الـنـدى
ويـهـشُ فـيـــهِ الحـســـنُ والخضـراءُ
فـلِمـنْ يـصـــابـرُ قـلـبُ صـبٍّ شوقَـهُ
إلا إلـيــــكِ..ولـيسَ ثَــــمَّ لِــقـــــــــاءُ
كـلُّ الـمــواقـــدِ يـرتـجـيـكِ وقـيـــدُها
جــمـــراً...تـحـنُّ لـكـيِّــهِ الأحـشـــاءُ
فـتلـبَّـثي مهما اسْـتطعتِ عـلى النوى
مـوؤُدةً فـــي كــنهِــهــا حـــــــــوَّاءُ
فعليكِ روحي بــاتَ يعصفُها الجـوى
تصحو..وتـغـمضُ عـينَها الجـــوزاءُ
كـفٌّ مـن الـريـحِ ارْتمتْ..في راحـهِ
سكرى الحروفِ.. يشـوقُها الإمــلاءُ
فـكـتبتُ فـيــــكِ قـصيــدةً غـجـريــةً
رقصتْ..وراقصَ صحوَها الإغفـاءُ
فـتجـهّـمي ما شـئتِ أو فـلـتـضحكي
إنّي بـكـيـتُ..فــهــل يـفـيـدُ بـكــــاءُ
يــا أنــتِ..كـــمْ مــنْ مــرّةٍ أشْـتاقُها
شـــوقـــاً..تـجاذبَ وصفَـهُ الشعراءُ
إنّـي عـلـى بُـعــدٍ أســــامرُ وحـدتي
وتطوفُُ حــولَ غـثــائِــها الأشـيـاءُ
وإلـيــكْ يـرحــلُ بــي غـرامٌ أبيضٌ
نــاءتْ بــــهِ الطـرقــاتُ والقصواءُ
وتــذوَّقـتْ طيبَ الـعـنــاقِ خوالجي
طـيـفـاً تحـاشــتْ طعمَـهُ الخـيـــلاءُ
مـوجـوعــةٌ منكِ الضـلـوعُ حبيبتي
فـمـتى تـطـبِّــبُ داءَهــا الـسـمـراءُ
قـلْ للحـمـامـةِ..تـشتكي فـي طاقِها
حتَّى متى بدمــوعِـــــها الخـنسـاءُ؟
قلبي ومِن نـزفِ المجـازرِ غـارقٌ
مثـلَ السـفـينِ وقـدْ عـلاها الـمــاءُ
يا أيُّها الـطـللُ المسربـلُ بالـضنى
إصبـرْ فـإنَّ الصبـرَ فـيــهِ عــزاءُ
صبراً ففي القلبِ المضمَّخِ بالأسى
مَـن في هـواهُ تـقـوّلــــتُ أهـــواءُ
صحراءُ خـالـيـةُ الوفاضِ تجمَّعتْ
برحــابِـــــها الرمضاءُ والأنــواءُ
أشــــتاقُ مـيعـــادَ الـتـلاقي علَّني
أجـري وحـولي في المدى البيداءُ
لغـدٍ قريبٍ حـيـنَ يـشطبُ يـأسَــه
حـــــاءٌ تعانـقُ لابـتـيـهِ الـبــــــاءُ