لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ***
وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ***
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ""""""
خطوات الشيطان في هذه الآية لوحدها تكررت لخطورة خطواته قدم أثر قدم كناية عن التتابع طريقه مغشوشة؟
ورحمة بالمؤمنين ناداهم رب العالمين بصفاتهم الحميدة وذكرهم بالإيمان ،وهذا من كرم الله بهم ولطفه وحنانه وحرصهم عليهم، أحذركم من عدوكم الشيطان، وإياكم اقتفاء أثره فهو دليل شؤم ولؤم فقد خَبِرَه الرحمن فحذركم منه "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا"
وكثير هم الذين يخالفون ذلك ويتخذون الشيطان قرينا لهم وصاحبا وخليلا ورفيقا ومستشارا وحبيبا، حتى إذا أوقعهم في مكره وفكره وخداعه، أظهر البراءة لنفسه...
"وَقَالَ :- إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ ***
إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ***
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ..."
فهذا الكاذب أوقعهم في شراك حيله وتملقه وخطوته، وتملص من المسؤولية والقى عليهم بالتبعية، وتخلى عنهم وبريء مما وقعوا فيه؟؟؟؟ قال لهم "إني أخاف الله"
فهو يرى مالا يرى الإنسان من العقاب والعذاب؟؟؟؟ فيراهم من حيث لا يرونه.....
وكذب على الآخرين بخوفه المزيف عليهم،ولو كان ذلك كذلك لما كذب على الإنسان ؟؟؟؟ فقصده قد بان ألا وهو الإيقاع بالإنسان وقد صار إلى ذلك أتباع الشيطان؟؟؟؟؟
أما أنتم أيها المؤمنون فكونوا أحباب الله "وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ" إن كنتم كذلك فأنتم تتبعون ما أمر به الله، وعليكم ألا تسلكوا خطوات الشيطان وطرقه فهي مفتوحة تؤدي بكم إلى الهلكة رغم أنها سالكة نحو الضلال في الليل والنهار،
ولكم القدوة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه" قال عنه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده—يمين منه عليه الصلاة والسلام -- ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك" رضي الله عنك يا فاروق وأرضاك، فالشيطان يغير ويبدل خطواته خوفا وهيبة منك ،
فالشيطان لا يحب أهل الأيمان مطلقا وهم بالمقابل لا يحبونه، فلا تنخدع ويأخذك نحو طرقه الالتفافية ومنافذه المخفية فتضيع أيما ضياع ؟؟؟؟؟
هذه الآية جاءت بعد حديث الإفك فهي علامة تنبيه وتحذير، فالمؤمن يكره الشيطان والسبب واضح للعيان " فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ" ولم يثبت أن الشيطان دل الإنسان على الخير، إلا فيما يعود بالمصلحة على الشيطان واليك البيان :-
ومن كيد الشيطان أن يأتي بوسوسة في صورة خواطر خيرية، لكي يحتال على الإنسان ويعتبر نفسه لك ناصح أمين، وهو كذاب لعين، فإذا علم أن الموسوس إليه من الذين يتوخون البر والطاعة والتقوى نشر حباله واليك الدليل على فعل هذا الذليل " فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام..." ، وذكر الحديث ، وقال الشيطان ينصح أبا هريرة : " إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، فإنه لن يزال معك من الله تعالى حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقك وهو كذوب ، ذاك شيطان "
كان له مصلحة الأخذ من الصدقات والكذب والاغراءات، فهو لا يأمر إلا بالفحشاء والمنكر والوساوس وطرق الشر والبعد عن الله، وعلى الرغم من التحذير والتهويل لخطوات الشيطان كثير يقع في حبائله وشباكه من البشر،
فمن الله على المؤمنين بقوله الكريم "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" إذن كلنا بحاجة للرعاية وحصانة ومناعة من الله ضد خطوات الشيطان،
وقد علمنا الله جل جلاله في القرآن ما نحصن به أنفسنا من الشيطان الرجيم ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ فتكون في حماية الله ، ولكي تطمئن أكثر قال الله تعالى "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا..." يا سلام الشيطان لا يقرب اهل الأيمان، فهم في حصن منيع من التقوى وفي تطعيم ضد وساوسه وأمراضه وبهتانه...
اقرأ القرآن ،وماذا قال الشيطان عن الإنسان "إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين" لا طريق له على هؤلاء وهذا ما ورد في الآية أنه من فضل الله ورحمته الذي حمى الكثير من المؤمنين وزكاهم وطهر ألسنتهم وأفواههم من أن يتكلم مع من تكلم في عرض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،
وهكذا تتعلم الأجيال من سيد الأنام عليه الصلاة والسلام بما أنزل في القرآن ألا تتبعوا خطوات الشيطان،"....إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ" هؤلاء هم قومه وحاشيته وأتباعه وتحت أمرته وتصرفه وسلطانه يوجههم حيث يريد فهم له عبيد للشهوات والمغريات وكافة المنكرات ومن أتبع الشيطان فقد ضل ضلالا بعيدا
قال الله تعالى :- "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ *
وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا..."
فإن أردت أن تكون زاكيا طاهرا نظيف اللسان والفرج فعليك طريق الاستقامة،
وإن أردت طريق الشيطنة فالشيطان واقف ينتظرك على الباب وهو لك كذاب مرتاب....