الجمعة، 4 سبتمبر 2020

حواء الطين بقلم الشاعرة بهيجة بن موسى

  ..حواء الطين.

حدث أنها إنتظرته في محطة الشوق والحنين
فرحت كثيرا وهي تراه مقبل يمتطي ركب العشاق المتيمين
وحدث أنه غير رأيه وترجل عند محطة مجالس الأنس لحين
فتأخر برهة من الزمن قد تكون بضع سنين
ولما وصل أخيرا إلى شرفات إنتظارها سمع صوت أنين
وعلم أنها سلّمت روحها وصمت منها وجيب الوتين
رآهم يوارون التراب...ترابًا..
ففي النهاية هي ليست ملاكًا ولاجنيّة
.....هي إمرأة من طين...
كانت وردا... كانت عطرا...
كانت نقية كما الياسمين...
كانت عشقا...كانت شغفا...
ولحب الحياة كانت... تستكين...
حواء هي ...كانت عرشًا بأنوثتها..
وكانت بوفائها تاجًا على رؤوس السلاطين...
ولما نسيت الفناء وتمادت...
يبس عودها باكرا وبان عليها عطش السنين
فزارها الفناء يوما .... ذاك الزائر اللعين...
انتقم من صدق مشاعرها فمزق نبضها والوتين
وصلب قلبها في ساحات العشق عبرة للعاشقين
ودُفِنَ تحت غبار الزمن ذاك الجسد المسكين
وعادت حواء كما جاءت...
من الطين... إلى الطين...
بهيجة بن موسى
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

البدايات بقلم الشاعرة شباح نورة

 البدايات

إنها البدايات التي فيها
الصمت همسات
والكلام شعرًا وقصائدا
والنظرات احتواء
ولمس اليد حنانا ودفئا
والوعود وفاء
وفيها اللهفة حبورا
للقاء الأحبة
وفيها الاعجاب إلى
أرقى درجة
فيها الدنيا دنيا
لا مشاكل ولا متاعب
لا قلق ولا ضجر ولا اكتئاب
ولا خيانة ولا غدر
ولا لوم ولا عتاب
الأعذار مقبولة
والهدايا موفورة
والورود تنعش الروح
والفراشات تحوم وتلون المكان
وأسراب الطيور تشدو
بأحلى الألحان
والمراسيل بأجمل التغريدات
إنها البدايات
إنها فقط البدايات
وا عجبا عندما ترحل البدايات
تضجر الصخور وتعتم المساءات
وتذم القصائد وتقبح ملكات الجمال
وتلوث البراءة وتلطخ الطهارة
وتسأم النفوس وتطرد البلابل والشحارير
إنها المذمات والنفوس المتغيرة
مع دوران الحياة
رحم الله من ثبت على دينه
الأستاذة : شباح نورة
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ترانيم الفاجعة بقلم الشاعر أحمد مال

 ترانيم الفاجعة.

كان طفلا بريفه المطحون
كما تطحن حبيبات قمح
بين فكّي رحى جائعة
وكان يحلم أحلاما بسيطة
كأن يعثر يوما على ملاليم
خبّأها للزّمن واحترق كوخهم
وقيل له : ما أكلت نيران
ملاليمك الضّائعة
وظلّ أعواما يفلّي الرّماد
ويخربش طلل كوخ بأنامل
وبعيدان تتثنّى وتنكسر
فيعود لأمّه بأعين دامعة
فتكفكف دمعا وتضمّ روحا
وتبسط كفّين وترفع رأسا
وتخاطب ربّها باكيّة
خاشعة
ربّاه إن وصل صوتي فلا تصدّ
دعاء أمّ تستحمّ كلّ صباح
بدموع فلذات وتهرس عشّها
قهقهات وجوه مائعة
كان طفلا اكتهل باكرا
اكتهل في السّابعة
حين عصف ظلم يربك
شهرزاد ويلغي حكاياتها
الذّّائعة
وكان يسّاءل متى يا الّله
متى نعيم "الواقعة" ومتى
يرى بهاتين الدّامعتين
قصف من ظلم بعذاب
"القارعة" ؟
كان طفلا بإحساس شيخ
حين أنزلت السّماء ظلما
وأنبتت الأرض ظلما ولثلاث
كان لحنهم ترانيم الفاجعة
كان طفلا حين رأى بكاء جدّ
وكسوف شمس وخسوف قمر
وحنين أرض لمظلوم لم تعده
الأكفّ الضّارعة
كان طفلا يعدّ كلّ صباح فراخ
دجاجات ويلامس قرني جدي
ويلاعب شقيقاته ويطالب السّماء
بحقّ أسرة في حياة وادعة
وذات صباح تشريني أقفرت
قلوب وبكت ضلوع وغاب
عن السّمع رجعُ الصّدى وقهقهت
كلاب جائعة
كان طفلا حين افتقدت الأشجار
ظلّها وترنّحت الشمس في سمائها
و همس التّراب في أذن الرّيح
تمهّل ههنا عقارب لاسعة
ههنا كلّ أراجيف الزّمان عصفت
بأرواح صغيرة وبعثرت أحلاما
صغيرة ومزّقت ستائر بوح
ونعت في حينها الرّاقعة
ههنا ضباع تفتي في الطّهر
وخنزير يشتري فرشاة أسنان
وغربان تقسم بالمقدّسات أنّ
لياليها غدت بيضاء ناصعة
ههنا تجفّ عين بروافد سبع ما اكترثوا
وشقيق ظلّ لاذ بصمت وأولياء
صالحون ما اهتزّت جفونهم وما
رقّت قلوبهم لأعين دامعة
ههنا يُوَسَّمُ خسيس وتنتخب
بومة صاحبة أجمل صوت
وينام أوباش ملأت بطونهم
شجرة سحت وما كفّت عن
عفن وجوه خانعة
ههنا ضبع يزدرد "نفّته"وثعلب
يجرجر ثعالته وأعناق تشرئبّ
إليهما وتستفتيهما في أحكام
الزّكاة والحجّ و أحكام الإرث
والقرائن المانعة
ههنا قمصان تسدّ أنوفنها
قرفا من نتن لابسيها
وحجار تيمّم تلعن معدنها
وتحلم أن تغدو أفاعي
تعتَّق سمّها حين تلامسها جلود
أياد لاكعة
ههنا الحرام يروي للحلال سيرة
مُسخ تُخجل الشّيطان وتنتكس
عند سماعهاالشّطآن وتُلبس عليسة
جلد ثورها أوّل جمجمة تصادفها
وينتحر البدر بأنواره السّاطعة
ههنا يعلن الخير أنّ الشّر في المخيال
براء من تهم علقت به وأنّ الرّحمان
يبتلينا ليُرى صبرُنا وأنّ اليمين والشّمال شقيقان رضعا من أمّ واحدة رضعة جامعة مانعة
كان طفلا حين قرّر الطّوفان زيّارتهم
وحلقّ وطواط في واضحة النّهار
بساحتهم وتذكّر جدّه عرّافا أخبره:
سيُحجب عنك الظّلّ لثلاث وترقص
في عرين الاُسْد جرذان بائعة
كان طفلا بعقل رجل وإحساس رجل
وجسد معنّى حين تحالف التّراب والهواء
وعقد الماء ولنّار جلسة صلح
ودخّنا النّارجيلة في جلسة ماتعة
وحين كبر قليلا وعاد الظّل إلى موقعه
أبصر بدرا أضاء حناياالرّوح
وسكن طيّ الضّلوع
وفجأة غاب البدر فراح يسأل
السّماء إن رأت شمسه طالعه
واستحال سديما لأيّام ثمّ عاد
يبصر فماذا أبصر ياترى ؟
رأى جحشا يلبس "الدّجين "
يغازل البدر وتنزل إلى مربضه
النّتن سامعة طائعة
هذا غيض من فيض حكاية طفل
مهووس بالشّموخ ويأنف من
الولوغ في مياه عكرة
أوَ لم يقل حكيم : إنّ الجوارح
لا تأكل ممّا ذبح الغراب :
حقيقة ساطعة
*أحمد مال * أم العرائس * تونس*

قال الليل بقلم الشاعرة صفاء قرقوط

 قال الليل :

متى سيهدا هذا القلب
اطفا انواره ..
واقفل النافذة والباب
اخلدي للنوم ..
لم يعد هناك
مايستدعي السهر
صفاءقرقوط
ربما تحتوي الصورة على: ‏نص مفاده '‏قال الليل متی سيهدا هذا القلب طفا انواره.. or واقفل النافذة والباب اخلدي للنوم.. لم يعد هناك مايستدعي السهر صفا‏'‏

تركوني بقلم الشاعر يوسف مباركية

 *** تركوني ***

اسقني من لعابي يا فمي
إني رأيت القوم قد شربوا دمي
و احمليني يا يدي
من بلاد المعتدي
ساعديني يا ذراعي
إن قومي كالضباع
باعوا خير مبادئ
تاهوا في مدن الضياع
و اطعميني يا شفاهي
إن قومي كالشياه
قادهم راعي البقر
الى المهالك و الحفر
و صار يمشي بالتباهي
و الأهل عيشهم كدر
دثريني يا عيوني
إن دمعي ينهمر
و ارحميني يا جفوني
إن ليلي يحتضر
و اجبريني يا يدي
إن قلبي قد كسر
*****************
دثريني يا عيوني
و اغمريني بحنان
إن قومي قد رموني
في دهاليز الهوان
سكبوا اليأس علي
سرقوا مني الأماني
وضعوا في الجرح سما
كي أموت في ثوان
أبهجوا عين عدوي
صار غرا إذ رآني
إلى يدي يا سيوفي
عد إلى يا زماني
لأشبع الأنذال ضربا
فيفيق من جفاني
********************
الشاعر: د. يوسف مباركية / الجزائر
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏‏محيط‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏ماء‏‏‏