..حواء الطين.
حدث أنها إنتظرته في محطة الشوق والحنين
فرحت كثيرا وهي تراه مقبل يمتطي ركب العشاق المتيمين
وحدث أنه غير رأيه وترجل عند محطة مجالس الأنس لحين
فتأخر برهة من الزمن قد تكون بضع سنين
ولما وصل أخيرا إلى شرفات إنتظارها سمع صوت أنين
وعلم أنها سلّمت روحها وصمت منها وجيب الوتين
رآهم يوارون التراب...ترابًا..
ففي النهاية هي ليست ملاكًا ولاجنيّة
.....هي إمرأة من طين...
كانت وردا... كانت عطرا...
كانت نقية كما الياسمين...
كانت عشقا...كانت شغفا...
ولحب الحياة كانت... تستكين...
حواء هي ...كانت عرشًا بأنوثتها..
وكانت بوفائها تاجًا على رؤوس السلاطين...
ولما نسيت الفناء وتمادت...
يبس عودها باكرا وبان عليها عطش السنين
فزارها الفناء يوما .... ذاك الزائر اللعين...
انتقم من صدق مشاعرها فمزق نبضها والوتين
وصلب قلبها في ساحات العشق عبرة للعاشقين
ودُفِنَ تحت غبار الزمن ذاك الجسد المسكين
وعادت حواء كما جاءت...
من الطين... إلى الطين...
بهيجة بن موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق