يوما ما سأغادر هذه المدينة التي لم تترك في نفسي سوى الفراغ والاحساس بالوحشة والوحدة بها أحسّ بغربة قاتلة ...لست ادري لمَ لمْ أحسّ بالأمان في هذا المكان فقط احساس غريب دائما يرافقني هو أنّني كتائه في مكان متصحّر ليس لي فيه رفيق ولا صديق أتّكئ على قلب يعتصر وحشة وألم
لذلك قرّرت أن ألملم شتاتي وأعود حيث تعود اليّ الروح في رائحة دولاب امي المغلق على بعض ثيابها من سنين ...هنا كانت امي تجلس وجدّتي ويشربا كأس شاي معتّق ويتجاذبان اطراف الحديث فتراهما مرّة يبكيان ومرّة يضحكان ....
لذلك سأغادر لأتصفح كتب التاريخ القديمة وانعش ذكرياتي بالمعاني القديمة واستردّ انفاسي وأفرح واضحك وسط الأهل والأقارب والاصدقاء الحقيقيين وليسوا المزيفين وأقهقه بصوت عالٍ وكأنني وحيدة لايزعجني وجه جارتنا العبوس ...
لذلك سأعود حيث الدفء وشمس بلدتي الابية ...هذا خالي وذاك اخي وتلك اختي وذاك ابن الجيران وتلك صديقتي من الزمن الجميل ...
هذا ما اوحت لي به الصورة
سلوى الصالحي