الأحد، 11 نوفمبر 2018

قصة قصيرة بعنوان ( التتمة ) بقلم الكاتب الشاعر مصطفى بلقائد


قصة قصيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( التتمة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح الغد،ذهبتُ إلى مكتب ذلك الشخص الذي أقرضَ صديقي ورفع به دعوى،فاتفقتُ معه على حلٍّ للقضية.وعند اقتراب آذان الظُّهر،توجَّهتُ إلى منزل صديقي؛ولما بلغتهُ،طرقتُ الباب.بعد دقيقة،فُتِحَ،لكن هذه المرة لم يكن صديقي منِ استقبلني وإنما زوجته.اِلتقت نظراتُنا،فابتسمتْ ورحّبتْ بي وأدخلتني حتى أوصلتني غرفة الضيوف حيثُ وجدتُ صديقي ممَدَّداً فوقَ سرير وهو مُلْتحِفٌ بغطاء من القطنِ ويضعُ ضمادة على رأسه.فما أَنْ رآني حتى تأوَّهَ وقالَ بصعوبة أشحبتْ وجههُ:
ـــــــ اَرأيتَ حالتي؟...إنّي أتجمّدُ من البرد...ماذا فعلتَ؟...
ـــــــ لقدِ اتصلتُ بالشخص واتفقتُ معهُ...
ـــــــ على أي شرط؟...
ــــــ يقول بأنهُ سيسحبُ الدعوى وسينتظرُ حتى تُعيدَ له أموالهُ...لكنه طلبَ وثائق مِلكية المنزل كضمانة...
فقاطعتني زوجتهُ قائلة:
ـــــــ المهم هو أنْ لا يدخلُ للسجن...سآتيكَ بالوثائق في الحال!...
فقامتْ من مكانها وغادرت غرفةَ الضيوف.فقلتُ لصديقي:
ــــــ كم دفعتَ لاقتناء هذا المنزل؟...
ـــــــ سبعون مليون سنتيم،يا أخي...ولا زال القرض الذي أخذته من البنك ساريَ المفعول...ولو عاش إبني،لكانتْ آخرُ دفعةٍ للبنك حين يصبحُ سنه عشرونَ سنة...لقد شنقتُ نفسي بيدي...
وفي هذه الأثناء،ظهرتِ الزوجة ودفعتْ لي ظرْفا متوسط الحجم وقالت:
ـــــ كل الوثائق هناك...كلنا أمل أن تنتهي هذه القضية في أفضل الظروف...
فقمتُ من مكاني وأنا أقول:
ــــــ سأعود لمكتبه ونُسوّي الأمور...
فقالتْ:
ــــــ اَلنْ تشاركنا طعام الغذاء؟...
فقلتُ:
ــــــ التوقيت المستمر...يجبُ أن أجده قبل أن يُغادر...
فودعتُ صديقي وأنا أهدِّئُهُ بالأمل في تصفية هذا المشكل،ثم رافقتني زوجته إلى الباب؛وقبل أن أبتعد،قالتْ:
ــــــ سننتظركَ على طعام العشاء...
فلوَّحتُ بيدي وأسرعتُ الخطى مُبتعداً.
...............................................................
بالطبع،لم أعدْ لتناول العشاء معهما لأنّ خطتي قدْ نجحتْ.فأيامٌ قلائلُ بعد ذلك،كانت المحكمة تُصدِرُ حُكمها في حقِّ صديقي وتأمرُهُ بإفراغ المنزل الذي سيُصبحُ في ملكِيَتي لأنَّي دوَّنتُ في الشيك ذلك المبلغ الذي اشتراهُ به؛أمّا ذلك المُقرض،فلم يكنْ إلا أحد الإنتهازيين الذي قَبِلَ أنْ يُجاريني في خطَّتي إذْ كنتُ سأُكافئهُ،وذلك ما فعلتُ.فأنا من قدَّمَ لهُ العشرة ملايين لِيُقرضها لصديقي.
نعم،لقد خططتُ لذلك منذ اليوم الذي خانَ صداقتي وتزوَّجَ من حبيبتي.لماذا تزوَّجتْ منه وتركتني؟...لأنها قالتْ لي بأنه حكى لها أني أنوي التخلّي عنها عندما تسنحُ لي الفرصة لهجرة الوطن.هذا كان أيام كنتُ من دون عمل وهو في منصبِ أستاذ بالثانوية التي أصبحَ مُديراً لها.
بالفعل،لقد حوكمَ بأشهر معدودات مما جعلهُ كما قال يخسرُ وظيفتهُ،وكما قالتْ هي يخسرها حيثُ تطلَّقَتْ منه وعادتْ إليَّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب الشاعر مصطفى بلقائد.

****** إنتظار******** كلمات الشاعر \ وائل البنا


****** إنتظار******
خلف نافذة الإنتظار 
يأتني طيفك معبق بأريج الكوثر 
يباغتني الحنين 
ويغزو الشوق أقداحي فأسكر 
يلف خاصرة الحرف بوشاح اللهفة 
ف تنتابني غضة ذكري بنكهة الوجع
وترتدي إبجديتي أنسام الربيع 
ويسكب عطر الشوق من فيه الغيم 
يوقظ أيائل الشغف فى قصيدتي 
يغرقني فى حديث الهمس 
فيعانق نبضي عبق أنفاسك 
ويزهر الياسمين على شفاه الحرف 
وينثر فوق الأمسيات نبض لا يهدأ 
ويزرع السطور فى أوراقي عشقا وشعرا 
ينهمر كالسيل العارم 
ويسكب دم القصيدة خمرا معتقا 
ويشرع أبواب جرحي اللامنتاهي 
فأرسم فوق إحتراقي
وائل البنا. القاهرة