الخميس، 17 سبتمبر 2020

عطر المساء بقلم توفيق العرقوبي

 عطر المساء

كان الصمت يخيم على المكان... لا يسمع فيه سوى صوت صرير الرياح أو طقطقة أوراق الأشجار،.. تملكه الخوف وهو يبحث عن نفسه بين الأصوات... وفجأة تصاعد الي سمعه وقع خطوات ثقيلة تقترب منه فارتعدت فرائصه واهتز كيانه ،.. دار حول نفسه،.. جحظت عيناه وتسمر في مكانه.... بقى واجما بعض الوقت وهو يفكر بصوت خافت.... تساءل :اي ريح أتت بها؟!... ابتعد عن المكان وسلك طريقا مستقيم لا يدري ما يفعل... قطع بعض الامتار فاضمحل وقع خطواتها وانطفات النار التي في عينيها،... تنفس بعمق وهو لا يستطيع أن يركب جملة واحدة.... فكر.... ثم فكر من جديد... بذل مجهودا ليتعرف إليها وهي تشق الظلمة وترسم في صمت الليل على كتفيه عبئا تنوء دونه الجبال... فانحني لها وهو يخوض في أمرها متغافلا عن كل النداءت الأخرى وفي نفسه ضرب من الشوق والخوف يغمر جسده وكأنه يعيش ألم المخاض.... لقد اضاع بوصلة الدليل وكان في فيضان من الأسئلة، لقد قطفت من جحيم العمر ما يكفي فتوسد حلمه بين ذراعيه.... كيف يؤثث من جديد حروف اسمها (ج، م، ل،......) بين شفتيه وهي ترقص فوق جثته. وتعبث بطفولته.... شعر بأن بعض الأشياء تتساقط من حوله والمكان يضيق به
بقلم توفيق العرقوبي _تونس _
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق