صورة من الماضي
اشعلت سيجارة وخرجت من الغرفة، مزقت قصاصة الورق وانا افكر،... أين رحلت تلك المجنونة..... تبا لي لقد كنت قاسيا معها وتجاوزت الحد فلم تحتمل عبثي الغبي، ففرت وحيدة الي المجهول، وفي الطريق إلى المقهى رأيت بقايا كحل تلطخت به اصابعي ودون وعي مني دخلت اول دورة مياه ورحت افرك اصابعي تحت الماء، كان سواد الكحل يتسرب من بين اصابعي بغزارة ادهشني ذلك.... فتخيلت حينها اني اقترفت جرما شنيعا... مضى الوقت ببطء ممل وانا لا أتذكر سوى امرأة واحدة (ج) يحوم حولها ظلي، تتبسم لي من بعيد فتلتهب العواطف وتتاجج الشفاه... كنت وقتها افكر مع نفسي بلا قيود وأحيانا ارحل مؤقتا الي نوم عميق، ربما تنام حبيتي على حلم عميق جميل... تركت مخيلتي عند صاحب المقهى ونفثت دخان سيجارتي بحسرة والم فاقترب مني وسالني بلطف ان كنت نحتاج إلى مال أو عون.... أحسست وقتها ان العالم صغير جدا واني كنت اخدع نفسي،... يعذبني هذا البعد ويذبحني الشوق والحزن مدى الايام... فارتجفت اوصالي واصابتني قشعريرة.... أخرجت المفتاح الوحيد في جيبي فتحت الباب وولجت الي الرواق فرايتها جالسة قبالة النافذة وهي تحدق في هيئتي الغريبة ففوجئت بالفراغ من حولي وانا احتفظ بتلك الصورة منذ العام الماضي....................
بقلم توفيق العرقوبي _تونس _
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق