اللغة العربية الي أين؟!...
ان للغة العربية الفصحى في نفس كل عربي غيور منزلة عظيمة كمنزلة الراس من الجسد ولكن وللأسف الشديد فقد أصبحت محل هجوم وجفوة من أبنائها، بل وعقوق ممن يفترض ان يكونوا منارات علم وثقافة، واقصد ذلك تلك الفضائيات التي تبث من الوطن العربي الكبير التي تفاجئنا وتفجعنا بما تتناوله من الغث. ، ولا يرافقه سمين في حملة مسمومة مذمومة على اسماعنا و عقولنا و قلوبنا واذواقنا، عبر استخدام العامية دونما سبب موضوعي ولا غير موضوعي، بل كثيرا ما بات ادعياء الترفيه_واغلب ما في ترفيههم كل شاذ ممقوت ناهيك عن المتحلل المرفوض _يستخدمون عامية (مائعة) ممجوجة،تستهدف توجيه ضربة جارحة الي أعماق وجودنا العربي و الديني والقومي والإسلامي. فهم وللأسف الشديد يروجون للرذيلة ويحرصون على اشباع الفاحشة، ولا يقتصر الهجوم الشرس على لغتنا العربية في الفضائيات فقط، بل انه مع تطور التقنية ووسائل الاتصال الحديثة ازداد الطين بلة، فقد لوحظ في الاونة الأخيرة دخول مصطلحات فيما يسمى لغة المحادثة (التشاتنق) على الشبكة العنكبوتية لا تمت للعربية بصلة، ولكنها تنتشر كانتشار النار في الهشيم والذي يؤسف هو عدم تصدي مجموعات اللغة العربية لهذه الظاهرة وعدم تحريك اي ساكن مما يجعل الأمر يستفحل وينمو، وبعد ذلك سنجده يفرض نفسه ويضعنا أمام الأمر الواقع ويشوه اللغة العربية ويظهرها على غير صورتها الجميلة والبليغة. فقد تعاجمت اللغة العربية على السنتنا وأصبح أولادنا كاولاد الروم والفزنجة لا يستقيم لسانهم بلغة اجدادهم والجميع يدرك فداحة الخطر لكنهم يتفرجون الا من رحم ربي فوسائل الإعلام عامية والتخاطب في حياتنا اليومية و المحادثة في الشبكة العنكبوتية عامية تميل الي التجديد وادخال مفردات دخيلة كلها مؤثرات تدعونا للانتباه وفتح ملف لغتنا الجميلة التي صارت عسرا بعد أن كانت يسرا. اتساءل انا والكثير ممن تحركهم الغيرة عن دور علمائنا الضلعين بلغتنا والحريصين عليها والقادرين على قول كلمة في مسألة مختلف عليها وعن دور المجامع اللغوية في وطننا العربي، أين أنتم؟ وما هو موقفكم من تلك المعركة المحمومة الموجهة لتهدم أسوار اللغة الحصينة؟ وان كان هناك تقصير فهو بلا شك من أبناء اللغة العاقين وليس من اللغة ذاتها...........
بقلم توفيق العرقوبي _تونس _
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق