الجمعة، 18 سبتمبر 2020

الطفولة بقلم هدايت أنور القابلي

 ((الطفولة))

كانت رائحة طيبة تنبعث من برتقالة ارفع عنها قشرتها تخلق عندي لذةٌ لايستطيع جمال الكون كله الأن أن يخلقه في نفسي…أوّاهُ يابرأة الطفولة كم تحققين من السعادة للطفل بأشياءٍ تُعَدْ جِدُّ تافهة عند الكبار…كانت رؤية ثمرة غريبة لم يسبق لي رؤيتها كفيلة لتخلق في نفسي ألف حلمٍ وحُلم وان تجعلها مطبوعة في ذاكرتي ألف عام إن قُدِّر لإنسانٍ ان يعمر الف عام …كانت رؤية زهرة لأول مرةٍ اراها تجعلني ارفرف على أجنحة السعادة سنينَ لا أيام …صدقوني…لاأجمل من الطفولة وأجمل ما فيها اقترانها بالبرأة والطُهر واكتشاف أي جديد والتحليق في دنيا الاحلام الجميلة واكتشاف أية فراشة وأي طابع بريد أية كانت الصورة المطبوعة عليها …أذكر لازلتِ اذكر …فهل تذكرون معيْ يارفاق طفولتي كيف كنا نلعب بالخرز والقلل ونقامر برقائق الافلام السينمائية ومن ثم بالنقود إِذْ بدأتُ البرأة بمقدمها ومقدم التدخين شيئاً فشياً تتطاير في السماء وتطاير معها السعادة والأحلام…وهل جربتم مَثَلي السعادة بإقتطاف عدة زهورٍ برية وحفظها أياماً في وعاء به قليلٌ من الماء…هلْ جربتم مثلي السعادة بالجلوس بين الحشائش والزهور البرية والتي كانت تنمو في سطوح بيوتنا الطينية…هلْ جربتم مثلي السعادة بإقتناءِ طير …أي نوعٍ من الطيور…قبيحةًًّ كانتْ أم جميلة…هل جربتم السعادة برؤية خروف يجتر في لذة وخُلُوِ بال بعضاً من الحشائش البرية…هلْ جربتم كل هذه … نَعَمْ ؟متى ؟ في طفولتكم ؟!هل عرفتم الآن ماذا اعني بالطفولةوسعادتها ؟
أوّاهُ ياأصدقائي…أبكي معكم الطفولة…وأرثي معكم شبابي…فهل ياتُرى إذا قُّدر لنا أن نتقابل في الدنيا الأخرى …هل ياترى سنبكي معاً الحياة…
((هدايت انور القابلي))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق