أسبيرين الحرف...!
مغلفة بالثلج تحية رافع عداد الكهرباء،
حتى ألفته كلاب الدار!
البائع المتجول الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر،
صار يمر جارّا
هودج الصمت الثقيل،
لم تعد سقيفة جدي وجهة نساء الحيّ،
حيث يرتشفن الشاي مع بعض الحكايات المالحة!
ولم أعد أنا طفلة البساتين،
أمرغ رغيف أحلامي بالزيت والزعتر!
تعلمت الهروب ليلا إلى باحات البوح،
لماذا أقتني ساعة باهظة فقط لتزين معصمي،
و حين يسألني أحدهم عن الوقت،
أخرج جوالي!
العطور الفرنسية التي أتنافس عليها أنا وزميلاتي أهديها لصديقتي،
أصعد الحافلة باكرا،
تدفعني إحداهن،
ويدوس أحدهم حذائي الجديد!
وجوه الركاب قصائد رتابة صامتة،
أشارك صاحب القبعة البنية جريدته،
حيث أسافر بعيدا مع الإعلان الإشهاري،
وأضحك عند صفحة الحظ،
تقول عرافة الورق،
أنني سأتعثر بقلب فارس الأحلام وأعود مهزومة،
فلا أبدأ أبدا...!
وأحبه في قصيدة،
فلن يجرؤ على سكب الملح في قلبي،
يناديني أحدهم عند بوابة المدينة،
يريد رسمي،
فأجيبه ضاحكة،
أنا لا أشبهني فلن تفلح في نقل ملامحي على ورقك الباهت!
حين تتعب مخيلتي من التفكير،
أتبع طابور المنتظرين،
علني أظفر بسندويشة دافئة،
أتابع خصام المنتظرين،
كل يدافع عن سياسي،
حينها أشعر بالغثيان،
و أخدر وجع وطن بأسبرين الحرف!
ناهد الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق