إمرأة مثلها مليون..
لم القمر ينحرف نحو الشمس..
ولم نحو مناجم الفحم..
الكناري تطير..
ولم النجوم تخبوا..
يا حبيبي..
وتهجر مدارها للمجهول..!!؟
فهل أحرقت قنابل النابالم..
الأعشاب والأشجار..!!؟
أم تاه القمر بدورته..
في عمق الظلام..
وقرر كالكناري الانتحار..!!؟
فوجوه الناس في وطني يمزقها الرصاص..
وفي وطني..
تؤد الأطفال بالنار..
كل ليلة وكل نهار..
وكأنما الدم والموت والدمار..
ضرورة على مسرح الحياة..
للمشاهد ..للأضواء..
للديكور والألوان في لعبة الكبار..
أهذه إرادة الله..!!؟
اهذا حكم الشيطان..!!؟
أم أنها إرادة الإنسان..
لتسيد الإنسان على الإنسان..
............................
أناديك يا حبيبي..
فلا تسمعني..
أسألك يا حبيبي..
فلا تجيب..
أهزك بعنف بقبضات يدي..
ولا تستجيب..
حزنت..تعبت..وهنت.
عشش الصمت في صمتي..
إنهد جسدي..
وانهارت قواي..
فأموت..
أموت وامضي..
ولا زلت ..
رغم كل الصمت..
رغم موت الوقت..
أكرر السؤال..
لماذا.. لماذا..
ولا زلت أناديك..
فرد علي يا حبيبي..
وقل لي..
أين أجد مرفأ.. دفئ
أين أجد طمأنينة..
ومتى ..متى الاقيك..
فأنا على العهد..
أموت وأحيا وأنا اناجيك..
فخذني..خذني..
ضمني إلى صدرك..
فإن لم يكن..
ضمني في صمتك..
فإن لم يكن..
ضمني في موتك..
فأنت الحلاة..
أنت مشوار الحب..
وإن شوهوا وجهك..
وطلوا بالبترول..
بزيت الحقد جسدك..
وبقفص من صدىء التاريخ ..
ومن أشواك الأمس حرقوك..
قبل جفاف قبلاتنا..
وحينما كانت عيناي في عينيك تذوب..
فجميل أنت في خيالي..
رغم رداءة الدهر..
رغم دعاوي التكفير والكفر..
ورغم احتراق الحب..احبك..
وعن الموت في قلبي أداريك..
فلما الطوفان..ولما قتلوك..!!؟
أسئلة.. أسئلة..
وأجوبة..
لا تجد لها مكانا في عقلي المعطوب..
فالجريمة مشتركة..
كل الأيادي مغمسة في دمك..
ودمك موزع على كل القبائل..
وفي كل الدروب..
وخيوطه ..
تمتد من شروق الشمس حتى الغروب..
دون سبب..دون عذر..
وإن بأحلى الكلام غطوا جريمتهم..
وادعوا أنهم لله أقرب..
وبأنهم دون ذنوب..
فدمك لا يزال يسيل دافئا..
وبحرقة يسائل كل القلوب..
...........................
اردتك عمري..فكنت عمري..
اردتك جسدي..فكنت جسدي..
اردتك أفكاري واحلامي..
فكنت سعادتي..
وكنت أحلامي ووجداني..
فحضروا ..
خرجوا من بطون التاريخ..
أحيوا الرفات..
اثاروا التناقضات..
زرعوا الاحقاد..
دمروا..حرقوا..ذبحوا..
رموا للغربان عيوني..
ومزقوا بالحزن..
بالأسى زمني واحلامي..
حين قتلوك..
فالأرض خواء..
والسماء خواء..
وأنا بينهما أقف جمادا..
دون غطاء ودون عطاء..
أكره النظر في المرآة..
وأكره النظر في عيون الناس..
والأيام تمضي.. والأيام تمضي..
خيوطا من العذاب.
سلاسلا من نار..
من قيود وحبال..
والناس ..كل الناس..
أطياف خيال..
وما عاد يهمني.
إن كانت تغرق بالدم.
أو تجلس فوق تلال المال..
وإن كانت الدنيا في خراب..
أو في عمار..
فحبيبي في الموت غاب..
ولن أسامح أحدا على هذا الغياب..
فالموت واحد..
وإن تعددت الدروب والأسباب..
فدروب الموت مظلمة وإن أضاءت..
والأسباب وإن سمت..
ملتصقة بالأرض والأوهام..
ولن تجدني..
وإن ادعيتم أنها قدرا وقضاء.
فالواقع تمتد جذوره في القلب..
والأسباب إلى زوال وانقضاء..
فمن منكم ينقذني..
من منكم يعيد لي روحي..
من منكم يرفع عن اذناي صرير الوجع وصدى الاهات..
وليلمني العالم..كل العالم بلا استثناء..
فلن أستمع لأحد..
ولن أخوض مع أحد جدال..
فانتم تعيشون حياتكم..
وحياتي مدفونة في حجارة وتراب..
تناجون القمر والبحار..
وروحي..تناجي روحي..
تناجي رفات حبيبي..
وترويها بالدموع والأزهار..
فأنا محاصرة بين لحظة كانت..
وبين عذاب الحال..
فلما الاهتمام..لما الاهتمام..
إن كان الحياة تذبح من الوريد للشريان..
بدعوى حب الحياة..حماية الحياة..
تارة من المؤمنين..
تارة من البرابرة..
تارة من حماة الحضارة..
وتارة من الكفار..
فالقتل جاري..
القتل جاري على قدم وساق..
من المتحضرين..ومن الجهال..
وكأنما..
كل حجارة التاريخ..
على وطني..
وعلى أيامنا تنهال..
فاسترح يا حبيبي..
غداً تتغبر الأقدار..
فالتاريخ علمنا الصمود..والصبر..
علمنا ألا ننهار..
فأنا لا زلت بكل جراحي..هنا..
ولا زال الوطن لك بانتظار..
فعد..
حبة قمح..
عد..
عد قطرة ماء..
عد عشبة خضراء..
فالحب سينتصر..
والحقد والحرب إلى زوال..
عد..
ستجدني عروسة باننتظار..
غسان دلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق