الجمعة، 16 أكتوبر 2020

وللأمكنة في القلوب مكانات بقلم آمال بنعثمان

 وللأمكنة في القلوب مكانات ولها في الأفئدة أركان تخبئوها فيها من حوادث

الزمان وعبث الرياح صيفا وشتاء وتخبؤها من السيول
والطوفان وشرور الأنام. تخپؤها من النسيان .
مسقط الرأس ومراتع الطفولة والأحلام الندية الغضة
يطرزها الأطفال تلوح في العيون ضحكات سلسالة
عذبة ثم تطل في كلماتهم الأولى وهم يجتهدون
للنطق بها فتاتي بريئة في اخطائها ونغمها ونبرتها
وفرحة الاطفال بتلفظها ودهشة الكبار بسماعها.تلك الاماكن
التي تبدأ فيها الطفولة تظل ماكثة في الوجدان لا تمضي ولا ترحل مهما طفت مهما رحلت ورحلت معك السنين .
وأماكن الشباب حيث ترنمت فرحا بالدرس مهما كان
علما او أدبا رياضة اوموسيقى فقها او فلسفة. تلك اجمل
الاماكن تسكن عقلك تهندسه تلونه تسدل ستائر الارجوان
والحرير والاستبرق والسندس تبسط زرابي الافكار
وتشعل فوانيس الانوار تعبد طرقاته بالأضواء
تمهد ارصفته پالشعاع ترصع سماءه بالشموس.
ويأتي الرحيل فتترك المكان ولكنه لا يرحل عنك
لا يخونك يرافقك يصاحبك يقيم في العيون
يقطن وجدانك تشتاقه وهو قريب ويتراءى
لك فردوسا مفقودا مفقودا وتظل تبحث
عنه من رحيل الى رحيل .
لكن االرحيل قد تتوق اليها بنفسك وتكره البقاء
في نفس المكان وتبحث عن مكان موعود
يرسمه خيالك كما يشتهي كما يريد.
وتضطرب النفس بين المكان الذي غادرت واصبحت
تراه جنتك الضايعة والمكان الذي تحلم وتراه فردوسك
الموعود.
لعلها رحلة الروح لعله حنينها وشوقها الابدي
الى عالمها اللامرئي عالمها السرمدي.
امال بنعثمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق