الافـــــق الاســـــود
-------------------------
سرنا معا ،الحزن حبّنا ،الفرح حبّنا ،سفر في طيات الايام بجميل كنا ،أأبدأ الصراخ ،سأستنشق عبير هواء قريتي ،وأرشف شمسها الوهاّجة ،من تخومها شمس قادمة ،كما يرتسم الماء على شفاه عطشى ،وخبز على خيال جائع ،أحلام طفولية في ذاكرة طفل ،نرسم مسار قلوبنا ،لا تكن نساء قريتي من الولادة ،كما الغيوم عن هطول المطر ،يا امي......نلتقي
كموجات النهر ،الكأس على الشفاه ،الوجه بالماء ،ليتنا نمارس حزننا وصراخنا معا ،اعلم بصراخك ،شعرك الاسود الفاحم ،يذكرني بقنديل جدتي ،نتابع سفر الحياة معا ،جنون قريتي رأيته في حسنك الرائع ،حبنا مرسوم على شفتيك ،على وجنتيك ،نوره يشّع من عينيك ،برودة الشتاء انت ،ولهيب حارق كالثلج ،لدينا يا ايامي هموم ،لا تخافي ولا تحزني
نقف بدهشة امام النور ،نشرع وجوهنا بجرأة ،لا نخشى الطعن في ،ازقة الليل الاسود ولا البداية ،مستقبلنا في دم شراييننا ،يسري ،نتدفق كالدم ،كالربيع ،تنمو خصلات شعرك ،حين الامسها بأناملي ،وما بين الربيع والدم ،تبدأ حكايات المشردين.. ،أفقنا كالح أسود كالقطران ،العالم كان اسودا ،وفي اللحظات السوداء ،غربت الضحكات من الافواه ،تسربت الافاعي في كل زقاق ،اهتزت قريتنا مرعوبة ،أعناق مختلفة ،كثيرة ذبحت
لم تسعها المقبرة ،لم نعرف طعما للزهو ،لا نذكر تاريخا لفصولنا ،غمسنا أكفنا بالدم ،لنطبع في ذاكرة التاريخ ،ريحا فوق أديم الصحراء ،نحرق الصقيع في ساحات القتال ،نمتلئ بالتوجس ،نتوحش باندفاع ،نحن الضوء والظلمة ،المطر والارض ،نلتحم بقوة مع معاناتنا ،ارضنا مملوءة بالعجائب ،تنتظرنا وننتظرها ،نجابه بعنف وقوة ،نفرض الوجود بقوة وبكل عتو ،ليالينا باعثة من رغدة لحنا ،من نجوم السماء اناء ،نجتاح المسار لنسري ،نصير شواهد لقبورنا ،نقيس عمرنا بعدد النجوم المتألقة
ندرك سر الاحلام ،لرحيلنا توهج جميل ،نحلم بشواطئ دموية ،بين العشق والموت ،نتكون كالأشجار والعصافير ،نزدهر بين النجوم والجذور ،اجسادنا تمطر توهجا ،ليصبح شلالا من القناديل ،فوق ازقة الليل الطويلة نحلم بسماء لاز وردية ،وقرية راسخة البنيان ،تمقت المرارة والغرف الصغيرة ،يمتزج الفرح بدمائنا ،نغتصب الاحلام اغتصابا ،وان نموت نفترش البرد ،والحر وجميع الفصول ،ما زلنا نذرف دمعا ،حزينة ودماء محرمة ،ما زلنا نرسم عذاباتنا ،بذاكرة مدهشة.. ،سيول جارفة وحروب الرياح ،مخبئة في كل مكان ،وجوه ما زالت متحفزة ،شهداء وقتلى ،أيتام مغتالون مشوهون ،هذه أنتِ يا قريتي ،شعوذيات غريبة ،لك همكِ يا قريتي
أنت فوق يديّ ،المشوهتين ببثور البؤس ،وحدكِ كعصفور بلله المطر ،تتكلمين بكلمات لم تتضح بعد ،اضاءتك رعشات ،وحدك اهزوجة الحناجر في وجود قاسٍ ،كفراشة ترفرفين حول النار ،التحمنا بسهولك كجسد واحد ،نحلم معك بحلم واحد ،فرحنا معتصر من دمنا ،يعانق هواءك العليل ،كيف رعودك ولهيبك ،يولّد لدينا حناجر ملتهبة ،أنت حلمنا ،نحن جوع ومطر وعطش ،لِتمطر سحابك ،خبزا وماء وفرحا ،نعانق بسمائك
ملئت بالجراد ،العقم يهدد الحقول ،ليلك يفقد نجومه وقمره انحسر ،كوني خيمة كالمظلة ،عرشّي علينا ،أضيئ طريقنا ،كوني شواطئ آمنة ،لِنرمي ثيابنا الرثّة ،نعلن عن باطننا الواضح ،أمام الاشهاد ،كنا أقمارا مغسولة بالزرقة ،نتدلى كالقناديل ،قريبا من الارض ،تلالنا كانت تنفجر حقدا ،الجبال تراقبنا بحزن وألم ،لان الموت عنيف ،أغاني الموت المرعبة
التلال الرملية ،جوقة جنائزية ،نسافر بين الموت والولادة ،ينمو فينا صوت الرعب والطمأنينة ،ينمو لون الفرح واليأس ،نصرخ ومناديلنا مطلقة
قاماتنا تنوء ببطء ،ريح يتأجج ،غبار ينتشر ،عيون هائجة بحرقة
تجأر كثيران جريحة ،لِنحتفظ بدمائنا...
**********
المفرجي الحسيني
الافق الاسود
العراق/ بغداد
16/10/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق