الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

جَيْـش الحشَرَاتِ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

 جَيْـش الحشَرَاتِ ... (من ذكرياتي أثناء إعارة في باد عربيّ)

جَيْـشٌ مِن الحشَرَاتِ هَـاجَمَنِي عِشًا
وَأنَا الـذِي جِئْتُ الـغَـدَاةَ مُـسَـلّـِمَــا
لَـمْ يُـبْـقِ في بَـدَنِي المُـعَنَّى بُقْـعَةً
إلَّا وَأشْـبَعَهـا أذًى وتَـأَلُّـمَـــــا
لَـمْ يَرْعَ حَـقَّ الضَّيْـفِ في إكْـرَامِهِ
بِاللّسْعِ ،لا بالثَّـاغِـيَـاتِ تَكَــرَّمَـا
طَيَـرَانُـهُ سِـرْبُ البَـعُوضِ مُطَنِّنًا
ومُقَنْبِلًا في الـجِسْـمِ لَسْعًا مُؤْلِـمَـا
مَا أَنْ خَبـتْ غَـارَاتُـهُ حَتَّى أتَى
سِرْبُ الذُّبَـابِ أَشَدَّ مِنه وأَعْظَـمَا
لـمْ يُرْضِـهِ أنِّي سَـألْـتُـهُمَا مَعًا
حُسْنَ الجِوَارِ، فَمَا بِرَأْيِـيَ سَـلَّـمَا
بَلْ أَخْبَرَا "الدّبَّـابَ "ضَعْفَ مَوَاقِعِي
فَأتَـى بِلَيْلٍ دَاحِــسٍ وتَـقَدَّمــَــا
فَذُهِلْتُ وارْتَعَدَتْ جَـمِيعُ فَرَائِصِي
وتَغَلَّقَتْ كُـلُّ المَنَـافِـذِ عِـنْـدَمَـــا
ظَهرَتْ "جَنَازِيرُ" العَـقَارِبِ، ليْلَـةً،
في غَـارَةٍ، حُـمَّ القَضـَـاءُ وأُبْـرِمَـا
فَعَـرَفْتُ أَنَّ العُمْـرَ رَهْـنُ إشَـارَةِ
وهَرَعْتُ للـرَّحْـمَانِ بَـرًّا مُـسْلِــمَـا
أرْجُـوهُ رَحْـمَتَـهُ الّتي قد أُسْبِغَتْ
مُتَـوَسِّلًا بالـمُصْطَفَى أَنْ أُرْحَـــمَـا
ولَزِمْتُ بَيْـتِي، والـحَرَارَةُ شِدّةٌ،
لَكِـنْ تَصِيـرُ مَعَ البَـلِيَّـةِ أرْحَـمَـــا
فَالسِّـجْنُ ، في قَيْـظٍ بِغُرْفـةِ مَنْزِلِي،
خَيْـرٌ، لَدَيَّ، من المَـمَـاتِ مُسَـمَّـمَا.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق