ليس ولدي
بقلمي رنا قلفه
هذه المرة العاشرة التي يتأمل فيها صورته وهو شاب
عن يمينه جلس ياسر ولده الأكبر وعن يساره بشار ولده الثاني وهذا المدلل الصغير كريم
- كريم كان يروح ع المدرسة ذهابا وإيابا على كتافي
ولما نوصل مايرضى ينزل ويطلع الدرج أطلع أنا وحاملو على كتافي وهو عم يضحك
وأنا فرحان أكتر من ابني يمكن ماكنت رح أتعب حتى لو كنت ساكن في ناطحة سحاب
يالله شو اشتقت لولادي الصغار ياريت ضليتوا صغار
يطرق باب غرفته الصغيرة وهو جالس على كرسيه المتحرك أمام النافذة المطلة على حديقة الدار
تدخل ريم وهي مشرفة في دار السعادة للمسنين
-صباح الخير عمو ... كيفك
-الحمدلله يا بنتي ...عم ننتظر الساعة الي بدو ينتهي الأجل عندها
- الله يطول بعمرك
- إن طول ولا قصر شو بدي اعمل فيه
- عمو في ضيف حابب يشوفك
- يا بنتي من يوم الي دخلت فيه هدا الدار من أربع سنين ماحدا فكر يزورني معقولة يكون حدا من ولادي صار فجأة ابني وتذكر في أب هون عندكم بس ليه يجي إذا انتو مااتصلتوا و قلتولوا
(البقاء الله )
طيب مين أي واحد منهم وينو هلق
-عم ينتظرك في الحديقة يلا خلينا نروح لعندو
الممر أصبح أطول وأبو ياسر يريد أن يصل ويرى ولده الذي لم يراه من أربع سنوات
وعندما وصل رأى أمامه شاب وسيم الملامح طويل القامة
انحنى وقبل يده ورأسه وعانقه
وهو يبكي وكان البكاء يبكي معهما
- كيفك بابا إمبارح رجعت من السفر وسألت عنك قالولي إنك هون ..من اليوم مارح أتركك
رح تروح معي
وفي هذه اللحظة رجع هذا الأب بذاكرته إلى ذلك اليوم الذي عاد فيه إلى منزله بعد صلاة الفجر يحمل طفلا بغطاء متسخ يبكي من شدة الجوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق