رغما عن جدتي
سأتلاعب بكِ ... عذرا ... سألاعبكِ و أصنع منك عالمي شبرا شبرا ... أيتها الكلمات ...سأخاطب عقلي الباطن و يخاطبني ... سأعترف بشرعيته ... سأنفي أنه لقيط ودخيل ... وأنه نتاج خطيئة بشرية ... إني ندرت اليوم بالكلمات رسما جنونا نحتا ... وحفرا في جدران الذاكرة ... للتنقيب عن الزمن الضائع ... عن أنا التي تاهت بين يسار ويمين ... أنا التي كلما أمسكتني انزلقت مني كسمكة تفلت من شبكة الصياد ليكتب لها يوم جديد من الترقب و الانتظار ... على كف القدر المتقلب الميزاج ... ميزاج القدر كمزاجي الذي هو كل يوم في شأن ... كل فجر جديد هو أنا ... هو لذة وجودي هاهنا أستحم بعطر الشمس و أسرد لها حكايا ليلتي ... كل ليل جديد هو أنا ... هو لذة السهر و ترتيل تعاويد تسكب النور على ظلام القمر ... لا شيء يتعبني الا الريح ... هي الريح التي تهب على روحي جارفة سلامي متفننة في إيلامي ... تلهو بي وترميني بين فكي قطة أسطورية ... لم تركب سفينة نوح فضلت في الطرف الآخر من الزمن ... تنتقم مني لذنب لم أرتكبه ... وعهد لم أذكر أني قطعته ... يوم خرجت من ضهر أبي وشهدت بما لا رأيت ولا سمعت ... ولا أدري أين اختفيت إلى أن صرخت ولم تزغرد جدتي ... لأني أنثى ... وليست الأنثى كالذكر ... بل هي نصف بشر ... قطة سادية تخدشني تدميني ولا تضع حدا بالموت لأنيني ... أتنفس الحياة من جديد ... إني هنا ... لازلت هنا رغما عن جدتي ... لازلت هنا نكاية في العنجهية ... نكاية في الفتيشية ... ونكاية في التاريخ ... سأدون شيىا من التاريخ على سحابة حبلى بالملوثات الحضارية ... تتزوج السموم بالسموم ... والهموم بالهموم ... فتلد دمارا ترضعه دماء بشرية ... السحاب لا وطن له ... لا وفاء له ... لا أصل له ... تجره الرياح فينفجر مبعثرا كلماتي في الصحاري ... في البحار ... يقتلني و يكون الشاهد على انتحاري ... حسيبة طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق