الثلاثاء، 9 فبراير 2021

(نظرية عكسية الزمن) ,, احدث رؤية فلسفية معاصرة للزمن (الشيفرة الكونية) بقلم الأديب (رماز الاعرج)

 (نظرية عكسية الزمن)

,, احدث رؤية فلسفية معاصرة للزمن (الشيفرة الكونية) ,, (رماز الاعرج)
انتها مفهوم سير الزمن باتجاه واحد بلا رجعة,,,,,
(سهم الزمن), ؟؟؟؟ , الزمن لا يسير باتجاه واحد
و من مسلمات مفهوم الزمن لدى الفيزياء و كافة العلوم الطبيعية و الفلسفية سابقاً إن الزمن يسير في اتجاه واحد تماماً كالسهم و يطلق عليه تعبير (سهم الزمن) و يشار إلى حركته إنها حركة ثابتة تسير في اتجاه واحد من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل و على الرغم من ما أحدثته نسبية أينشتاين في مفهوم الزمن و علاقته بالحركة و العالم و نسبيته حيث أثبت العلم أن الزمن نسبي و مختلف من ظاهرة إلى اَخرى و من مكان إلى اَخر و كذلك أثبتت النسبية أن السرعة على علاقة وثيقة بالزمان و المكان و لكنها تركت الزمن يسير باتجاه واحد فقط, أو هذا ما رأته فيه و حسب, بينما في الحقيقة إن للزمن أكثر من اتجاه.
فهناك اتجاه معاكس للزمان و مرتبط بالسرعة, و بنفس مبدأ النسبية, بل و يستند إليها و يحمل جزء من غموضها و التباساتها المختلفة.
قد تستغرب عزيزي القارئ هذا الأمر,, ماذا يعني عكسية الزمن و كيف للزمن المسلم به و الواضح وضوح الشمس في سيره و حركته بأنه ذات اتجاه واحد فقط و أنه كالسهم يسير من الماضي تلى الحاضر الى المستقبل, وهذا مسلم به من قبل كل عاقل,, حسناً لو سلمنا بأن الزمن ذات اتجاه واحد فهل ينطبق هذا المفهوم اتجاه واحدعلى قوانين الفلسفة, هل يمكن تطبيق القوانين و المقولات الفلسفية على هذا المفهوم؟ و هل يحملها داخله في حالته هذه ( أي الوجه الواحد) و هل هذا حقيقة أي أن الزمن ذات اتجاه واحد.
لنحاول معاً التفكير قليلاً,,,,,
أنا أريد السفر في القطار,الرحلة تستغرق ساعتين لنرى ماذا يحدث حين ينطق القطار سائراً إلى الأمام,, تبدأ الرحلة و في الوقت نفسه إن هذه البداية هي نقطة الانطلاق نحو النهاية و كلما تقدم القطار في المسير كلما قلت و قصرت مدة الرحلة تناسباً عضوياً بنفس المقدار.
أي كلما تقدم الزمن في الرحلة تقلص في الوقت ذاته لقد زاد وقت السير و في نفس الوقت و نفس النسبة قد قصر وقت الرحلة المتبقي, ان للزمن طابع ازدواجي عكسي دائماً و أبداً و لا يمكن أن يكون الزمن ذات اتجاه واحد و بعداً واحد بل ان الزمن يحتوي في داخله وفعله الكثير من الابعاد وهي غير مرهونة باكتشافنا لها.
فالزمن يحتوي على عدة أبعاد وذلك كون الشيء ذاته ذو ابعاد متعددة, و لنأخذ مثالاً بسيطاً اَخر عندما يولد الإنسان أو أي حيوان اَخر, هذا الكائن الجديد له عدة أزمنة سوف يتعامل معها و يعيشها, هناك الزمن الافتراضي لوجوده أي ( مدى السنين التي يعيشها) و هناك الزمان الحركي الداخلي الذي له علاقة بحركة الجسم الداخلية من دقات القلب إلى الدورة الدموية إلى الاستقلاب ( تحويل الغذاء) و جميع هذه الأشياء لها حركتها الخاصة و زمانها الحركي الذاتي و الموضوعي و هناك الحركة الميكانيكية و هي حركة الانتقال عبر المكان و هناك أشكال متعددة من الحركة الذاتية و الموضوعية التي يقوم بها الكائن الحي و جميع هذه الأشكال للحركة هي عبارة عن زمن أيضاً و لها زمن معين.
إن هناك الكثير من أشكال الحركة و زمنها تتفاعل معاً في تزامن واحد قد تكون متناقضة و تفعل فعلها في الوقت ذاته فهي على علاقة بنفس الوحدة التفاعلية المحددة للمراقبة.
وعند بداية تكون الإنسان أو الحيوان تبدأ عملياً حركته الفعلية في الوجود و يبدأ الزمن بكافة أشكاله في الفعل و الوجود بالنسبة له, و كلما تقدم الزمن الخارجي الموضوعي إلى الأمام نقص الزمن الذاتي الافتراضي أي أن كل ساعة ستمر من الزمن إلى الأمام سيقابلها ساعة من الزمن يفقدها هذا الزمن الافتراضي الذاتي الداخلي الخاص بوجود الظاهرة الداخلي و حركتها أي زمانها الخاص.
و هكذا نرى أن الزمن لا يمكن أن يكون باتجاه واحد, بل هو اتجاهين متعاكسين و ذات عدة أبعاد و احتمالات مختلفة, يؤثر كلاً منها في الاَخر تأثيراً عكسياً و هذا من أهم مظاهر صراع الزمن الداخلي و تناقضاته في وحدته.
فالزمن كوحدة لا بد له أن يكون متناقض و متوازن و تراكمي و متغير و خاص و عام و ظاهر و باطن و إمكانيه و واقع و احتمالية الخ........ما هناك من قوانين العالم الموضوعية إن الزمان في حال أخذه كوحدة ما للمراقبة و البحث بالضرورة أن يشمل على كافة قوانين التطور الأساسيةبما في ذلك مبدأ النسبية في الوجود و الفعل و بهذا يصبح الزمن مطابقاً لفعل قوانين الجدل المادية و لو كان الزمن فعلاً واحداً و ذات اتجاه واحد لعاش الإنسان و غيره من الكائنات إلى الأبد.
إن الزمن بعلاقته بحركة الضوء يبدأ من الصفر حين انطلاقه برفقة حركة ما معبراً عن وجودها و حركتها, و في حال وصل سرعة هذا الزمن سرعة الضوء سيعود إلى حالة الصفر أي الحالة التي بدأ منها, و هنا تجدر الإشارة أن مفهوم الصفر ليس فراغ بل هو نقطة و مركز طاقة للتحول و الحركة, فالصفر هنا تعبيراً عن حالة توازن معينة للمادة ليس أكثر من ذلك و هو عبارة عن طاقة و فعل و ليس فراغ أو لا شيء, بل تعبير عن توازن مادي للمادة و حركتها, إن زمن الاتجاه الواحد قد انتهى بلا رجعة و هذا ليس اعتباطياً بل إن واقع الحال هو كذلك.
لقد أثبتت النسبية أن الزمن مادي و هذا صحيح و هذا يعني أن الزمن بالضرورة أن يخضع لقوانين المادة ذاتها ( الأصل) و بما أن المادة شيء غير ثابت و متحرك دوماً و الحركة و للزمن من الصفات و الخواص الأساسية للمادة فإن الزمن لن يكون خارجاً عن طبيعة المادة, و المادة لا يمكن أن تكون ذات اتجاه واحد لا في وجودها ولا في حركتهاوأشكالها جميعها, فكل شيء متناقض و تناقضه هذا من أهم أسس وجوده, سواء المادة أو الحركة أو الزمن و لهذا يبقى فهم أحادية الزمن ينقصه ما يوازي نصفه في حال اعتمدنا هذا الرأي القاصر.
و نكثف ( نظرية عكسية الزمن) على النحو التالي
1 الزمن ذات ازدواجية متناقضة و كلما سار الزمن باتجاه ما رافقه سيراً اَخر بالاتجاه المعاكس و هذا شامل و عام تماماً مثل القوانين الفلسفية.
2 الزمن النسبي يبدأ من الصفر و يعود إليه دوماً وقد أعطينا مثال الحياة للإنسان و مثال رحلة القطار و زمانها المتعاكس, و حين ينطلق القطار في بداية الرحلة الأولى يكون قد بدأ في إنهاء الرحلة بشكل تدريجي, و هكذا كلما تقدم قصر وقت للرحلة المتبقي و انتقل إلى مكان اَخر, و كل ثانية تمضي أثناء السير لها أثرها على الاتجاه المعاكس و تعطي نفس المقدار من الزمن بالاتجاه المعاكس.
3 الزمن يسير دائماً بوجهين متعاكسين , و هذا التعاكس و التناقض هو صفة داخلية للزمن و المادة و هي ليس غريبة عليها بل الغريب هو عدم اكتشافها و رؤيتها بوضوح, و الزمن لا يمكن أن يوجد خارج هذا التناقض, فكلما تقدم الزمن عاماً إلى الأمام يكون عمري قد تراجع عام إلى الوراء و هذا في جميع الأشياء و الظواهر.
يفعل الزمن فعله بأشكال متباينة و متداخلة عضوياً منها الداخلي الذاتي بكافة أنواعه و الخارجي كذلك بكافة أنواعه و هذه جميعها تتفاعل في وقت متزامن,و كلاَ يأخذ دوره رغم التناقض القائم بينها و كل شكل له نقيضه و يحمل الكثير من التناقضات داخله التي ما علينا سوى البحث عنها و اكتشافها لمعرفتها و إدراك جواهرها.
(إن غرابة العالم تجعلنا أحياناً نغفل عن أشياء كثيرة رغم أنها أمامنا دوماً).
و نكثف هذه النظرية تحت اسم ( عكسية الزمن النسبية) إن تعديل مفهوم المكان و اكتشاف الحركة العكسية للزمن و تركيبها المعقد سيساعد الباحثين على الكشف عن الكثير من الحقائق الجديدة, و أيضاً سيساهم في حل الكثير من الألغاز و التساؤلات القديمة و الجديدة منها, لكونه يكمل الوجه الاَخر للزمن و نسبيته و تفاوتها بين الزمن (الذاتي) الداخلي و الزمان (الموضوعي) الخارجي و يكشف عن طبيعة العلاقة الضرورية المتبادلة بين وجهين, الذاتي و الموضوعي و تفاعلها, و أثرها الخارجي و العميق في الظواهرو العالم الموضوعي.
و استغل المثالين هذا الاكتشاف للقول أن هناك ما هو خارج الزمان و إن الزمان و المكان في النهاية هما من صنع قوة خفية هي صانعة الكون و الزمان و المكان و الأبد فكيف و أين تذهب هذه الحركة و كيف تتحول إلى الصفر, هذا دليل على وجود الأبد السماوي و إن الإنسان بعد موته ينتقل إلى هذا العالم السماوي الأبد الصفر زمان و مكان.
إن هذا الأبد الذي نعتقده نحن ثابتاً ليس ثبات بل هو عودة إلى نقطة الانطلاق هذا أولاً, و ثانياً إن الزمن و الحركة أشياء مترابطة, و لكل شكل من أشكال الوجود له زمانه و له وقته الذاتي و له علاقته الموضوعية بالزمن العام الموضوعي و إن هذا الزمن يتغير و يختلف تأثيره باختلاف الظروف و المادة و شكل وجودها, و هو دائماً نسبي و مطلق معاً و قد بينا أيضاً بوضوح أن الزمن ليس ذو اتجاه واحد بل هو مساراً تعاكسياً مشروطاً بهذا التعاكس و هذا من صفاته الداخلية تماماً كما صفات المادة.
و قد أشرنا في مكان سابق إلى أهمية الصفر في عالم الفيزياء و الفلسفة و اختلافه عن الرياضيات المجردة التي نعرفها, فالصفر في الفلسفة هو نقطة توازن ما لشكل من أشكال الحركة, و الصفر يشكل نقطة توازن أو تحول في الظواهر فتحت الصفر يتحول الماء إلى جليد و فوق الصفر يعود هذا الجليد إلى الذوبان و التحول إلى ماء تدريجياً, و حين نسخن الماء حتى الوصول إلى 100 درجة أي صفرين و واحد و هنا نلاحظ أننا قد وقفنا عند نقطة معينة, هذه النقطة هي نقطة التحول من ماء إلى بخار, و هذه النقطة تعني العودة إلى الصفر عملياً بالنسبة للظاهرة الجديدة المتشكلة
وانتهى دور المئة السالفة الاَن و عاد وجود المادة إلى الصفر في شكله الجديد.
و هذا ما يحصل حين يسير القطار بسرعة الضوء إنه ينهي مرحلة الحركة و السرعات التي نعرفها و ينتقل إلى حالة جديدة من الوجود المادي و هذا ليس ذنب الواقع إذا كنا ما زلنا عاجزين عن تفسيره تفسيراً صحيحاً, و عدم معرفتنا لقضية ما و بقائها غامضة بالنسبة لنا لا يعني أن الحل وجوده عند الرؤية المثالية أو غيرها, ان الجواب عن أي غموض يجب البحث عنه في الواقع ولو وجدة النظريات الحل لهذا الغموض لما وجدناه اصلا.
إن الحل يكمن في فهم الواقع نفسه و قوانينه فنحن لا نعرف حتى الاًن سوى قوانين عالمنا الذي نعيشه المحسوس كوكب الأرض فقط و هذا المكان هو جزء من المكان العام و لكل وحدة مترابطة زمانها الخاص, و بذلك فنحن نعيش زماننا الخاص و حركتنا الخاصة و هذا ليس بالضرورة أن ينطبق على العالم الخارجي كما هو في وحدتنا بحذافيرها رغم وجود العام والمشترك.
لقد أوضحنا أن الزحكان هو خماسي الأبعاد و ليس رباعياً و كذلك أثبتنا أن الزمن ذات اتجاهين و ليس اتجاه واحد و هذا يعني أن الغموض السابق في مفهوم الزمن و تحوله قد تغير و أصبح الزمن خاضع لإمكانيات و احتماليات مختلفة و متعددة و هذا لم يدفع بالزمن خارج المكان و الوجود بل إنه شكل من أشكال تفاعل الزمان و الحركة و المادة في وجودها الفعلي.
و بذلك يبقى الزمان كما هو عليه بل و زادت ارتباطاته بالعالم المادي جوهرياً فحين يسير القطار العادي بنا, فإن الوقت نفسه و الوحدة أي وقت الرحلة تبدأ نهايته حين ينطلق القطار, أي أن البداية هي نقطة النهاية و لكن ليس النقطة المكانية الخارجية المباشرة بل العميقة المقابلة للخارجي المباشر و التي ترتبط بها ارتباطاً عضوياً,مما يجعلها في وحدة مشروطة تجمعها معاً, و لكنهما متعاكسان تماماً في اتجاه السير فكل تقدم خارجي يقابله تراجع داخلي بنفس المقدار.
و هكذا لا مجال للتلاعب أو الغموض في تفسير الزمن و المكان فمهما تغيرت ظروف العالم و الوجود المادي تبقى في نطاق العامللنظام الكون المادي الواقعي, و تبقى المادة هي أصل جميع الموجودات الكونية مهما تفرعت و تعددت أشكالها و خصوصياتها و عوالمها.
فليس من شيء أزلي في الوجود سوى المفهوم العام للمادة ( الزحكان) و لذلك نفضل دوماً بدل كثرة الجدل و الثرثرة و الغوص في صفحات الكتب للبحث عن الحقائق علينا أن نقلب المعادلة و نبحث عن الحقائق في أماكن وجودها الفعلية في الواقع و ليس بين صفحات الكتب.
إن ما كتب جميعه هو من معلومات الماضي و في النهاية دراستنا له لا تختلف عن دراسة التاريخ ذاته, فهي مفيدة و لكنها قديمة دوماً و لذلك إذا أردنا الوصول إلى الحقائق فعلاً فعلينا أن نتجه إلى الواقع ذاته و نستكشف الحقائق و نرقبها عن كثب, بل إن جميع النظريات من الضروري أن تطابق الواقع و إلا فهي لا تصلح كأداة للمعرفة و كشف حقيقة العالم الذي نعيشه و طبيعته.
إن مفاهيمنا عن الكون بحاجة إلى التعديل دوماً و كل يوم, و ذلك بحكم حركة الواقع نفسه الغير منقطعة , و الشجرة اليوم ليس مثل غداً و لا مثل الأمس لقد تغيرت الشجرة و نمت, الجدران غرقة في القدم أكثر و سارت نحو نهاية عمرها الافتراضي, و نحن كذلك و كل شيء موجود قد تغير بشكل أو باَخر فالحركة شاملة و دائمة و سرمدية و لا نهائية و ذلك كله بحكم الأصل و هو المادة التي تحمل هذه الصفات جميعها و تورثها إلى كل ما ينتج عنها من ظواهر و تفاعلات العالم و الوجود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق