الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

إمرأة من سراب بقلم فاطمة المغيربي

 امراة من سراب

ومضينا
نتلمس دروب الحياة
نقطف منها دروسا
بين ابتسامة ودمعة
ملانا جعابنا خيبات
والزمان في غفلة منها
يحصد بمنجل خفي
زهورنا اليانعات
وحين انتبهنا
سخر منا وقال هيهات هيهات
غيمت سمانا
واسراب غربان تتراقص ناعقات
وحين التقينا
أدركنا الخريف
وبقايا وريقات
سقطت سهوا من يد الجلاد
بقايا خدوش وشظايا كلمات
ألملم شتاتها
قصيدة هجينة
تتجاذبها اكفان الموت
وسنابل الحياة
سنابل تهزا منها الطواحين
تنتظرها شهوة أفران
تلوح بالسنة موجعات
قواف على ثغر شاعر مثمول
تشظى بين رحيق القصائد
وشبق الهمسات
ليس يدري أهو في حلم
ام هو يقظ وحالمة كل الكائنات
امرأة كطيف من سراب
كقبس من فجر اضنته الظلمات
كعصفورة حطت على كتفي
كلما مددت كفي لامسكها
فزعت وطارت بعيدا
وحجبتها أمواج ملح
وسواد الغيمات
امرأة من وهم وسراب
كطفرة كمعجزة نبي
لا تتكرر
تذوب مع الشفق
تتوه بين الاتجاهات
وقد مزجت في قاع الفؤاد
أقداح حلاوة تخالطها مرارة
وعلى الشفاه تركت بسمات
باهتة
وعلى الرصيف بقايا مواعيد
وخطوات مترنحة
وأنين ناي حزين
يعزف على نخب جراح الكلمات
معزوفات باهتة الألحان
متشردة النغمات
فاطمة المغيربي
اللوحة للفنانة الشاعرة
Rokaya
Sabah
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق