امراة من سراب
ومضينا
نتلمس دروب الحياة
نقطف منها دروسا
بين ابتسامة ودمعة
ملانا جعابنا خيبات
والزمان في غفلة منها
يحصد بمنجل خفي
زهورنا اليانعات
وحين انتبهنا
سخر منا وقال هيهات هيهات
غيمت سمانا
واسراب غربان تتراقص ناعقات
وحين التقينا
أدركنا الخريف
وبقايا وريقات
سقطت سهوا من يد الجلاد
بقايا خدوش وشظايا كلمات
ألملم شتاتها
قصيدة هجينة
تتجاذبها اكفان الموت
وسنابل الحياة
سنابل تهزا منها الطواحين
تنتظرها شهوة أفران
تلوح بالسنة موجعات
قواف على ثغر شاعر مثمول
تشظى بين رحيق القصائد
وشبق الهمسات
ليس يدري أهو في حلم
ام هو يقظ وحالمة كل الكائنات
امرأة كطيف من سراب
كقبس من فجر اضنته الظلمات
كعصفورة حطت على كتفي
كلما مددت كفي لامسكها
فزعت وطارت بعيدا
وحجبتها أمواج ملح
وسواد الغيمات
امرأة من وهم وسراب
كطفرة كمعجزة نبي
لا تتكرر
تذوب مع الشفق
تتوه بين الاتجاهات
وقد مزجت في قاع الفؤاد
أقداح حلاوة تخالطها مرارة
وعلى الشفاه تركت بسمات
باهتة
وعلى الرصيف بقايا مواعيد
وخطوات مترنحة
وأنين ناي حزين
يعزف على نخب جراح الكلمات
معزوفات باهتة الألحان
متشردة النغمات
فاطمة المغيربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق