ترى..ما سأقول..؟!
"إذا كنتم تفكّرون في النّيل منِّي
هذا أنا ..
لست أملك إلا القميص الذي فوق جلدي !
وقلبي وراء القميص يلوّح !.."
هذا كتاب رثيت موتايَ..فيه
وآخر سأعصر فيه خصر السحابة..كي تبوح
كم خيبة لي في سماها..؟
كم رعشة أجّجتها غيمة في ضلوعي
وألهبت فيَّ جمر العشايا
وكم مرّة ألبستني المواجع جرحها
وطرزّت دمعي وشاحا..للقادمين
ماذا تبقى..؟
غير زهرة لوز لم تنل منها الفصول..
ودمعة تلألأ..في تسابح العيون
ولكن..ترى..ما سأقول؟
إذا أشاحت عروس المدائن بوجهها عنّي..؟!
أو جاءني الماء والملح..
بأشرعة مزقتها السيول..
ترى هل سيفنى العمر..
ألملم شتيت المرايا..؟
آه..من زهرة وَجد..تضوّع عطرها بين الثنايا..
ترى-الآن-ما سأقول..
وقد هدّني الحزن..والشوق..والشيب..
والرأس أثقله الكأس..
أما ما تبقى من مضغة القلب..
فقد جرفته السيول..
محمد المحسن
*ملحوظة:مطلع القصيد للشاعر العراقي مظفر النواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق