*قصة قصيرة:
الطائر الجريح
عندما سمعت نقرًا خفيفا على زجاج نافذتي أسرعت وفتحتها لأستجلي الخبر. فإذا هي حمامة بيضاء بياض الثلج تحاول أن تتوازن على حافة النافذة.
لقد كانت تعاني من جرح عميق في جناحها الأيسر... قريبا من القلب...
كانت المسكينة ترتجف من البرد والألم والخوف... هي لم تخبرني بذلك ولا أنا أفهم لغة الطير...
ولكني إستنتجت وجعها من معطيات الواقع الذي رأيتها فيه: يوم شتوي بارد،جناح ينزف،ونسر جارح يحلق في آفاقها...
إحتويتها بين يدي بكل حذر حتى لا أضغط على الجرح فأزيد ألمها.
كانت مستسلمة ولم تبدي أي مقاومة او إعتراض. فقد كانت قواها خائرة وكأنها خارجة للتّوّ من معركة دامية إستنزفت كل طاقتها.
أدخلتها إلى بيتنا وكل غايتي أن أسعفها وأعالج جرحها وأساعدها على التعافي وإستعادة قوّتها وثقتها بنفسها ثم أطلقها لتحلق من جديد وتخوض غمار معركتها الطبيعية علّها تنتصر يومًا...
ولكن المفاجأة كانت ذلك الإنقسام الذي قابلني به سكان البيت فقد ظهرت أمامي آراء متباينة بين متعاطف مع الحمامة يشجعني على دعمها.
وبين متخوف من دخولها إلى البيت يفترض أنّ من سبّب لها ذلك الجرح قادر على مهاجمة البيت وإيذاء سكانه.
وفريق ثالث يكتفي بمراقبة الأحداث دون أن يبدي رأيًا.
وقفتُ برهة أستغرب هذا الانقسام في المواقف الذي لا مبرر له. فالمسألة ليست مطروحةللنّقاش أساسًا.
لأنّ مساعدة الحمامة المجروحة أمر بديهي طبيعي بل هو واجب مقدّس
تفرضه كل أعرافنا وشرائعنا وتقاليدنا....
...... أهملت ما رأيت منهم ومضيت في محاولاتي لإسعاف الطائر الجريح ولا أرجو الدعم إلا من رب السماء...
بهيجة بن موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق