الأربعاء، 31 يناير 2018

كلمة السر ،،،،، للشاعر/سفيان مرزوقي

***كلمة السّر***
وقف أمام مرٱته العريضة المذهبة الإطار .مسح على شعره و سوى ربطة عنقه ثم تناول مفتاح سيارته و خرج يحمل حقيبته السوداء اللامعة ...
الساعة تشير إلى الثامنة و النصف صباحا .أدار محرك سيارته الإدارية الفارهة و انطلق نحو عمله بعد أن فتح المذياع على أنغام فيروز .ترنم باللحن و تلعثمت في حلقه كلمات الأغنية لكنه طرب و هو ينقر بأصابعه على المقود ... أخرج ٱخر سيجارة في العلبة و أشعلها ثم فتح الشباك البلوري بكبسة زر و رمى العلبة_ بعد ان كورها_ في الطريق ...
لم يكمل سيجارته و ألقاها خارجا ثم نظر إلى ساعته الثمينة و أغلق المذياع ...تناول من صندوق السيارة زجاجة عطر باريسية و تعطر ثم ركنها في المكان المخصص لها ...
بادره الحاجب بتحية و كأنه ملك ثم دلف إلى مكتبه ...
الساعة الٱن التاسعة . فتح حاسوبه بعد ان ابعد رزمة الملفات جانبا انتظر قليلا حتى أضاءت شاشة الحاسوب ثم ولج إلى حسابه الفيسبوكي و كتب بخلفية وردية
(صباح العمل و النشاط.الوطن نبنيه بالعمل )
لم يمكث طويلا وضع هاتفه في جيبه و خرج تاركا شاشة الحاسوب تعمل ...
الساعة العاشرة .جلس في المقهى المجاور للإدارة التي يعمل بها.وضع امامه النادل كوب قهوة و قارورة مياه .اشعل سيجارة و راح يتصفح جريدة الوطن ...
دقت الساعة تشير إلى منتصف النهار. الطريق مزدحم و هو يقود سيارته راجعا إلى البيت .اصفر وجهه حنقا و تطايرت من شفتيه كلمات السباب و اللعن وهو يضغط على منبه السيارة دون توقف ...
ازدادت زحمة الطريق و اختنق .فك ربطة العنق و فتح المذياع يسلي نفسه حتى تناه إلى مسمعه خبر مفاده ان مجموعة ارهابية قامت بقتل بعض الجنود في احد الجبال  تأسف و هو مازال يضغط على منبه السيارة...
بعد لأي وصل إلى منزله. دخل متعبا منهك القوى ارتمى على الأريكة فتح التلفاز و بقي يشاهد الاخبار (اخبار العملية الأرهابية )...
ولج إلى حسابه الفيسبوكي و كتب بخلفية سوداء
(كلنا فداء الوطن كلنا ضد الأرهاب رحم الله جنودنا كلنا جنود الوطن )
انتهى
سفيان مرزوقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق