الشارع الاخر...
تفر المواسم الواحدة تلو الأخرى وتعبث بي الهواجس... فاشعر بأني أصبحت جزءا من تلك الفصول واني لغو وزعيق في كل مكان وفي كل ركن... كانت الساعات الأولى تفتح في وجهي ابوابا أخرى والمساء يهبط ميتا، رماديا ممطرا... فتتملق روحي كاسدة و تسكنني شهوات متفرقة.... فاجلس الي طاولتي صامتا كالابله،.. اختلس من الوقت بعض الخطوات المتعثرة وترتطم عيناي ببعض المشاهد المتورمة.... تثاءب الليل على سطح الذاكرة وانا ارسم أشكالها في الفضاء والتقط بعض الكلمات بوضوح.... طاردتني أحلام كثيرة ، دفعتها بسرعة خارج الغرفة وانتظر ان تنهشها الضوضاء وخيوط الضباب المتشابكة.... بحثت عن الوجوه على ناصية الشارع وكأنها ضاعت الي الأبد... أطلقت كلماتي بجرس مغاير علها تصطدم بهم فامتلا المكان و الرصيف بحركات مائعة ورن في اذني صوت طويل قررت أن أرى ملامح وجهه بوضوح،... اقتربت منه فواصل في الثرثرة وهو يلاحقني.... سقطت يداي على الأرض وابتلعت كثافة الضباب ابحث عن بقايا ضوء يوصلني بالشارع الاخر..........
بقلم توفيق العرقوبي _تونس _
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق