( وقالت خطايَ ) …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
وقالت لي خطايَ توقّف
عنِ المجيءِ
فما عادَ للأرضِ دروبٍ
المسافاتُ تقوّضت في صدركَ
الكلامُ صارَ حطباً
تتدفأ عليه القصيدة
ويطلُّ من لهفتكَ
سحابٌ أسودٌ جائعٌ
يبتلعُ المدى ويطاردُ رؤاكَ
فيا أيّها المشظّى اتّئد
تجمّع في صحارى الدّمع
سنحفرُ لغربتنا نفقاً
يُودِي لاسمائنا
ونكتبُ على عثراتِ دمنا
أهازيجَ السّراب
ونرتّلُ على الجّماجمِ
خرائط البلاد المشرذمة
فيا أيّها الصّبح
تمسّك بأصابعِ خيبتي
لتقودكَ نحوَ سياج النّدى
قد تبصر حناياكَ
أخاديدَ لهفتنا النّادبة
وَسِّع أيّها المدى لغصّتي
ستعبر من هنا قامة جرحي
وتمرّ هزائمي كلّها
عبرَ هذا الرّكام
وينادي احتضاري في كلّ البلاد
على جثثٍ تشبهني
لنرسمَ على أبوابِ صرختنا
شكلَ الضّحكة التي ذبحتنا
وكانت تتقلّد سواد الضّغينة
بلدي تتقاذفها الكراهيّة
والعالم المتحضّر
يقتاتُ على استغاثاتنا
الطّازجة *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق