الوصول
*******
قبل الوصول
كنت أركض ..
و الأمل يسبق خطواتي ..
نظرات حالمة بعيني..
أحلم بالآتي ..
أنشد المستحيل ..
أرغب في نيل مرادي ..
و حين وصلت ..
تملّكني الخوف ..
خراب هو المكان
سواد يلفّ السواد
كأنّه اللاّمكان
لا شيء يوحي بالحياة
اللاشيء يأخذني إلى لا شيء
وينتهي بي المطاف إلى السراب
حتى المساكن يسكنها الفراغ..!
تبكي ماضيها ..
تحتفظ بالذكرى ..
و ذكريات من سكنوها
شوارع مقفرة حزينة
تعربّد فيها الأشباح
ليتني لم أكن هنا
ليتني لم أصل
كم جريت نحو الأمام
كم لهثت نحو اللاشيء
كم عانيت ..
كم تعذبت ..
كم تقطعت أنفاسي ..
حتّى ظلّي أدماه المدى
أتبعه اللّهاث ..
أتراه سيسامحني ..؟
حين أضعتُه ..
تحت السّماء الدّاكنة
كيف أقنع نفسي بالسراب ؟
أقول لها متحسّرا :
البوصلة تعطّبت عقاربها
فضيّعت اتّجاهي
و الوقت لم يرشدْني السّبيل
و الدّليل الوحيد مات
لحظة وقوفه على الحقيقة
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة
خراب هو المكان
لا دفء للشّمس هنا
لا نور للقمر في هاته السماء
لا أملَ للحياة هنا
حتّى حبّاتُ القمح المتناثرةُ
ملقاة على وجه الأديم حزينة
تحنّ لشموخ سنبلة
و تتذكّر شكل الرّغيف
ترى ..؟
ترى .. كم يلزمني من الصّبر
كي ألج الوجود ؟
و أظهر على السطح الأرض
كنبتة عاشقة للحياة
تحلم بحضن الرّبيع
تشتهي أن يكون لها
شكل جميل ..
يغمر وريقاتِها الإشراق
يكسوها الإخضرار
تكون كسنبلة .. مشتهاة
رباه ..! رباه ..!
سرقت منّي أجمل فترات العمر
و الزّمن لم يسقني بعد حلو الحياة
كم يلزمني من الإنتظار ..؟
و الوقوف أمام باب
ظللت العمر أطرقه حتى تعبت
لا هو فتح .. و لا أنا يئست ..
*******
قبل الوصول
كنت أركض ..
و الأمل يسبق خطواتي ..
نظرات حالمة بعيني..
أحلم بالآتي ..
أنشد المستحيل ..
أرغب في نيل مرادي ..
و حين وصلت ..
تملّكني الخوف ..
خراب هو المكان
سواد يلفّ السواد
كأنّه اللاّمكان
لا شيء يوحي بالحياة
اللاشيء يأخذني إلى لا شيء
وينتهي بي المطاف إلى السراب
حتى المساكن يسكنها الفراغ..!
تبكي ماضيها ..
تحتفظ بالذكرى ..
و ذكريات من سكنوها
شوارع مقفرة حزينة
تعربّد فيها الأشباح
ليتني لم أكن هنا
ليتني لم أصل
كم جريت نحو الأمام
كم لهثت نحو اللاشيء
كم عانيت ..
كم تعذبت ..
كم تقطعت أنفاسي ..
حتّى ظلّي أدماه المدى
أتبعه اللّهاث ..
أتراه سيسامحني ..؟
حين أضعتُه ..
تحت السّماء الدّاكنة
كيف أقنع نفسي بالسراب ؟
أقول لها متحسّرا :
البوصلة تعطّبت عقاربها
فضيّعت اتّجاهي
و الوقت لم يرشدْني السّبيل
و الدّليل الوحيد مات
لحظة وقوفه على الحقيقة
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة
خراب هو المكان
لا دفء للشّمس هنا
لا نور للقمر في هاته السماء
لا أملَ للحياة هنا
حتّى حبّاتُ القمح المتناثرةُ
ملقاة على وجه الأديم حزينة
تحنّ لشموخ سنبلة
و تتذكّر شكل الرّغيف
ترى ..؟
ترى .. كم يلزمني من الصّبر
كي ألج الوجود ؟
و أظهر على السطح الأرض
كنبتة عاشقة للحياة
تحلم بحضن الرّبيع
تشتهي أن يكون لها
شكل جميل ..
يغمر وريقاتِها الإشراق
يكسوها الإخضرار
تكون كسنبلة .. مشتهاة
رباه ..! رباه ..!
سرقت منّي أجمل فترات العمر
و الزّمن لم يسقني بعد حلو الحياة
كم يلزمني من الإنتظار ..؟
و الوقوف أمام باب
ظللت العمر أطرقه حتى تعبت
لا هو فتح .. و لا أنا يئست ..
* صادق الهمامي/تونس *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق