السبت، 16 نوفمبر 2019

قصة بعنوان/لعبة القدر/بقلم الكاتبة الاديبة الراقية/الشاعرة المبدعة الانيقة/ام خليل ويوسف

لعبة القدر
يوما ما ساغادر هذه المدينة، هكذا كانت تمني نفسها منذ تزوجت وفارقت أهلها وعالمها لتستقر مع زوج ترتسم على ملامحه علامات الخضوع والاستكانة، لقد خاب أملها حين اكتشفت ان شخصية زوجها تتضاءل في حضرة والدته، كانت حماتها إمرأة متجبرة تتحكم في مصير الجميع، حتى هي العروس الصغيرة القادمة من عالم الأحلام أجبرت على أداء فروض الطاعة، لكن أبدا لن تستقر طويلا هنا ستغادر حتى وإن رفض زوجها، ستلجا إلى والدها، ستستدر عطفه، ستخبر والدتها بحجم المعاناة، ستغادر أكيد لن تترك هنا لتذبل كزهرة وحيدة لكن أملها خاب حين اكتشفت انها ستصبح أما، أن جذورها ستغرس عميقا في هذه المدينة، رفضت الحمل، ورفضت الخضوع، لكن القدر قال كلمته، وأم زوجها شرعت في اصدار الأوامر بدءا باختيار اسم المولود إلى من ستربيه نيابة عنها، لم يبق أمامها غير حل وحيد، بعد رفض والدتها الانصات إلى ألمها، بعد غضب والدها وهو يحدثها عن كلام الناس وسيرتها التي ستلوكها الألسن، صمتت، لبست رداء البرود، تاهت في عالم صنعته من وحي خيالها، إلى أن استفاق اهل المدينة يوما على جثتها تطفو على سطح البئر، لقد غادرت الحياة، غادرت المدينة إلى مقبرة قريتها.......
بقلمي لطيفة البابوري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق