السبت، 1 ديسمبر 2018

" ليل الأقصى الثقيل " الشاعر إدريس الصغير ـــ الجزائر




ليل الأقصى الثقيل

ارحل كما جئت صامتا 
ارحل.. صامتا 
واترك بصمتك على كأس المساءْ


ليس هناك ياصديقي
غير ومضاتٍ
تخرج من وجهك الوضاءْ

ارحل مع بسمة الطفل 
المسكون بالحجارة 
بالقضية .. بالإنتماءْ

القدس قدسنا ياصديقي
مذْ ماكنت أكتب
على شعلة القنديل
ألحان الوفاءْ

ومذْ ماكانت تخرج من أشعاري
حبات الرصاص موسيقى وغناءْ

ارحل لم يبقى هناك
شيء نذكره فاللسان يعقده الرتاءْ

ياصديقي لم نعد نعبه
بأشلائنا المبعثرة
بين الوهاد، فوق الروابِ
الجفاءْ..

استوطن قلوبنا الصماءْ

لم يعد العربي 
اليوم يسمع غير
مزمار الغرباءْ

ارحل مع موسم السنابل 
الخضراءْ..

مع بخار قهوة الخيمة
مع زخات أمطار الشتاءْ

لونك الأسمر يفتريش 
أسوار الأقصى يسكن
السماءْ..

ارحل أيها الليل المثخن
برعاف الدماءْ

لا تَذْكُرني في مجدك
المهلهل..
في زرقتك 
في سوادك
الفضاءْ..

لا تذكرني على سرير النجوم
المغرم بلونك الظلماءْ

لا تذكرني في مُقامك
الطويل في أروقتك
الدهماءْ..

ارحل كن شجاعا
لا تختبئ 
خلف الكفن الأبيض
خلف الأطفال 
خلف النساءْ

فأرضنا مباركة 
مذْ ما صلى فيها الرسول
وصلى فيها الأنبياءْ

أيها الليل الطويل 
في لباسه الممتد 
إلى أبواب الإسراءْ

خذ أمتعتك وارحل
صامتا كما جئت
كما استوطنت أرض الإسراءْ

رسائلك المقفلة تأتينا
على معزوفات العشاءْ

تسقينا كأس الأسى
على موسيقى الكمنجة
تحت أغصان الزيتون الأخضر
ورقرقة الماءْ

ارحل خذ بقياك
خذ جواز سفرك
خذ وشاحك
خذ حقيبتك السوداءْ

خذ قهوتك
خذ دخانك
خذ ذراعك 
وارجع إلى الوراءْ

الشاعر إدريس الصغير تيسمسيلت الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق