الخميس، 19 أكتوبر 2017

أمل متى ينتهي هذا الكابوس/بقلم الكاتبة الاديبة الراقية /الشاعرة المبدعة خديجة أجانا / المغرب

أمل
" متى ينتهي هذا الكابوس؟ ماذا لو فاجأها المخاض في هذه الخيمة الباردة؟ لو لم تقض سلام ،ذاك اليوم، لكنا مع الناجين ..."
على باب خيمة، وسط الصقيع، يقف متكئا على عكازين و قد تورمت قدماه، فلم تعودا تقويان على حمله، يفكر و يتساءل بصوت مرتفع. بينما ترقد ، على فرشة داخل الخيمة ، "زهرة "ذابلة تغالب البرد و الوجع و النزيف ... تئن بين الفينة و الأخرى أنينا خافتا، تنتبه له الصغيرة " أمل "، و هي تهلوس من حمى، فلا تملك إلا أن تردد : " ماما، ماما، جاء عصفورك ؟"
يسرح بفكره بعيدا، يفارق اللحظة، و يعانق ماضيا قريبا جميلا خاليا من الوجع ...
يجلس "صابر " أمام المدفأة، يتصفح جرائد الصباح، غير بعيد عنه، تغزل "زهرة " جوربا من الصوف ... تدحرج "سلام " كبة الصوف في اتجاه "أمل " ، تحذرها "زهرة " من نقض غزلها ... تسأل "أمل " : ماما، هذا الجورب لي؟ " ترد الأم مبتسمة : "لا حبيبتي ، إنه ... " تقاطعها "سلام " : " هو لي ماما؟ " تبتسم و تقول :" إنه للعصفور ." تضحكان، و يضحك "صابر".
تقول سلام : "لكن العصافير ، ماما ، لا تلبس الجوارب هههههه ." " لكن عصفوري سيأتي في الشتاء ، سأدفئ قدميه حتى لا تبردا." تجيب الماما .
تعيده صرخة " زهرة "إلى الحاضر ، يهرع إلى داخل الخيمة، يفاجأ بها تسبح في دمها، تعلو وجهها صفرة الزعفران ، يناديها فلا تجيب، يحاول إيقاظها فلا تستجيب، يجس نبضها، يحسه يتلاشى، يلمس جبينها تصدمه برودته ... ينظر إلى " أمل " تستسلم لغيبوبة عند قدمي " زهرة ". تنزل دموعه شلالات ساخنة، و يصرخ : " يا الله، ما ذنب " زهرة " و " سلام "؟ ما ذنب "أمل "؟ ما ذنبي انا؟ ما ذنبنا جميعا؟ رحماك يا الله ...!"
صباحا ، تصل فرقة إنقاذ ، يحمل "أمل "، و يأمل أن تسعف قبل فوات الأوان ... يلقي نظرة على قبري "زهرة " و " سلام"، يمسح دموعه ، و يركب سيارة ...

خديجة أجانا / المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق