بسم الله الرحمن الرحيم
بين
"نعمة...ونقمة"
هذه هي الحروف بين تقديم وتأخير تعطيك معاني متفاوتة كلمتان أختلف فيهما حرفان العين والقاف أحدهما نعمة والأخرى نقمة ، إذن أنت تستطيع أن تعمل من الحروف عجينة أو تجعل من معانيها قصيدة أو مقالة عجيبة،
أنظر معنى نعمة فهي مصدر نَعِمَ والنَّعْمَةُ هي الرفاهية وطيب عيش، وإكرام ورزق ومال حلال وجنة ورغد... فإن كنت في نعمة فحَيَاتَك طَيِّبَة هَنِيَّة حسن الحال والمآل، فيقال عنك صاحب نعمة. (...مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النحل آية 97
أما النقمة على النقيض من النعمة، حرف واحد عكسها فأصبحت عقوبة ، نكبة، كراهية عيب وسخط، واستياء...ويقال لصاحبها نقمة بالذات أي شخصه نقمة، قِيلَ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّكَ تَفْعَلُ وَتَفْعَلُ؟
قَالَ: أَنَا نِقْمَةٌ. وفي التنزيل العزيز : الروم آية 47 " فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا"
إذن كن حذرا وأعلم أن كثرة اللُّقَم تدفع النِّقَم...
يحكى أن امرأةً رأت في الرؤيا أثناء نومها أنَّ رجلاً من أقاربها قد لدغته أفعى فقتلته على الفور ، وقد أفزعتها هذه الرؤيا ، وفي صبيحة اليوم التالي توجهت إلى ذلك الرجل وقصّت عليه رؤياها وعَبَّرَت له عن مخاوفها ، وطلبت منه أن يأخذ لنفسه الحيطة والحذر .
فنذر الرجلُ على نفسه أن يذبح كبشين من الضأن لوجه الله تعالى عسى أن يكتب له السلامة من هذه الرؤيا المفزعة، وفي مساء ذلك اليوم ذبح كبشين ودعا أقاربه وجيرانه ، وقدم لهم عشاءً ووزَّعَ باقي اللحم حتى لم يبقَ منه إلا ساقاً واحدة .
وحتى وقت متأخر وصاحب البيت لم يذق طعم الأكل ولا اللحم، بما يساوره من القلق الذي ملأ عليه نفسه، والهموم تنغّص عليه عيشه وتقضّ مضجعه ، فهو وإن كان يبتسم ويبشّ في وجوه الحاضرين ، إلا أنه كان يعيش في دوامة من القلق والخوف من المجهول .
لَفَّ الرجلُ الساقَ الباقي في رغيفٍ من الخبز ليأكلها على مضض ،وفي هذا الأثناء وقبل أن يذوق طعمه تذكّر عجوزاً من جيرانه لا تستطيع القدوم بسبب ضعفها وهرمها ، فلام نفسه قائلاً : لقد نسيت تلك العجوز الطاعنة الضعيفة فهذا الساق سيكون من نصيبها ، فأخذ الساق الملفوف وذهب بنفسه وقدّمه طعاما لها ،واعتذر لها على نسيانه ،تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق